نظلم فيروز حين نتهمها حصرياً بالصباح ولست متأكداً إن كنّا نُغضب الصباح بهذا الكلام أم لا!. فيروز (فيروس) إحساس عابر للزمن وللمكان.. بسفرها الموغل بالحنين تنقل لك الإحساس بالمكان وإن لم تزره أو تراه مسبقاً. تحرث لك المكان وتشم رائحته وكأنه حولك وحوله. يتحول المكان إلى منطقة عالية الرهافة غالية الحس ثمينة الشعور؛ غرفة مقاسها 4 في 6 أمتار مع فيروز تتحول إلى إحساس يتكتل أمامك متفاوت الأرواح ويختلط الزمن بالمكان فلا تفرق بينهما ولاتشتهي أن تجد الفرق. تتدثر بالكلمات الدافئة حين تسمع «رجعت الشتوية» لعلك تستعد لتتغلب على البرد بلهفة التسامي. -»ياجبل الشيخ رباك الهوى وحبيبي وإنا ربينا عالهوا» يتراءى لك (الشيخ ) بالندى والأبيض وأنت تتجه للشام في حين أنك فعلياً متجه للسهو بشجن. * «الله الله ياتراب عينطوره ياملفى الغيم وسطوح العيد» : يمرك العيد مبتسماً وأنت ذاهب لأي شيء. * «على جسر اللوزية» تسمع صدى خُطاك وتشعر بها على كل الجسور التي لم تعبرها لتعبرك. * يلسعك الشوق في طريق النحل :»إنت وأنا ياما نبقى نوقف على حدود السهل وعلى خط السما الزرقا مرسومة طريق النحل» ب «يارايح ع كفر حالا» تشتري من الدكان بالزاوية التي تبيع بها من لا تعرف أنها حلوة. تشاركها في البحث العميق عن «شادي»، وترمي المظلة جانباً ويشاركك الكرسي السماع: «وأنا بأيام الصحو ماحدى نطرني» تعشق الانتظار ساهماً: «نطرونا كتير ع موقف دارينا» * تجهز قارورة الزجاج لتضع فيها ورقة فارغة من الحبر والبحر وترميها مع «تركوا الرسايل على بابون تركوا ورء الرسايل». * تهرب من الناس لتجدهم في إانتظارك يؤشرون لك باتجاهك:»طلعت على السطح ودلوا علي الناس « * وتنسى الزمان المهذب: «وينساني الزمان على سطح الجيران «. وتستمر بالهروب: أنا عندي حنين ما بعرف لمين ليليه بيخطفني من بين السهرانين بيصير يمشيني لبعيد يوديني لبعيد يوديني يوديني ي و د ي ن ي .. ( فيروز تزيل غربة الأمكنة ووحشتها وكأنك تعرفها وكأنها تعرفك ).