المحاضرون في معاهد ومراكز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يدركون واقع الصعوبات التي تواجه المتعلمين الجدد، أحد هذه الصعوبات: المعاناة التي يواجهها المتعلمون في القدرة على نطق حرف ( ع ) وهو بالمناسبة صوت لغوي (حلقي = يصدر من الحلق) لا يكاد يوجد إلا بالعربية، وقد يصل بهم الحال إلى أنهم يتخرجون من هذه المعاهد ولاتزال هذه الصعوبة مستمرةً معهم. ربما كان ذلك ناشئاً من عدم امتلاك اللغة الأم لهم لصوت ال ( ع )، الحقيقة ليس هناك لدي تفسير واضح المعالم لهذه الظاهرة مع أنهم يمتلكون نفس التكوين البشري للجهاز الصوتي في أجسادهم ويمتلكون نفس الأدوات الصوتية من فم ولسان وأسنان وحلق الخ.. لنتذكر بعضاً من آلاف الكلمات التي تحوي هذا الحرف ( ع ) ونجرب أن نحذفه منها.. ما النتيجة؟ قد تكون صادمة، سأساعدك بهذا المثال: كلمة (عين الإنسان) سيتحول بقدرة قادر صوت ( ع ) إلى صوت (أ) لكثرة لجوء المتعلمين لاستخدام طريقة التبديل ( اللجوء لأقرب صوت مشابه للحرف المُراد من قِبَل المتعلم ) ومن ضمنها تبديل حرف العين إلى حرف الألف لدى متعلمي العربية الجدد، مما يوحي للسامع بأن المتكلم يسأل: (أين الإنسان؟) ليُدخلنا في متاهات سؤال وجودي فلسفي لا دخل لنا به في لحظة تعلم اللغة. بعد هذا المثال الذي كان فقط عن استبدال حرف ال(ع) وليس حذفه بالكامل، لك أن تخمن غياب حرف مثل حرف (ع) عن اللغة العربية ماذا سيفعل؟؛ هل ضمن التخمينات سقوط العربية كلغة؟! هذا التخمين يقودنا لإدراك قيمة الأجزاء الصوتية المُستهان بها ربما عند البعض، فهي على الرغم من قصرها ربما وصغرها إلا أن أهميتها كالجبال للأرض.