تعتبر القراءة من أهم المهارات في اكتساب أي لغة، فعند تعلم لغة أجنبية فإن التركيز على مهارة القراءة يجب أن يكون مكثفا لأهميتها في بناء أساس متين في تعلم اللغة وممارسته بشكل سليم. وعليه فإن إخفاق المتعلم في هذه المهارة الأساسية سيؤثر تباعا على تمكنه من إتقان بقية المهارات المتعلقة باللغة. وتعد القراءة باللغة الانجليزية، كلغة أجنبية تدرس في مدارسنا كمادة أساسية وفي جامعاتنا كتخصص أو مادة إضافية، من معوقات المتعلمين والمتعلمات في إتقان اللغة. ولما عرفت به اللغة الانجليزية من اختلاف طريقة كتابة بعض الحروف عن نطقها وهذا معروف في علم صوتيات اللغة، فإن تواجد مثل هذا اللبس قد يشكل معضلة للمتعلمين عند قراءة النص المكتوب، أضف إلى ذلك اختلاف البنية اللغوية عند المتعلم بين اللغة الأم (العربية) واللغة الإنجليزية كلغة أجنبية مما يؤثر على قدرات الطالب في القراءة. صورة ARABIC 2: خريطة حرارية لكلمة (Mauve) غير المنتظمة تحتوي على صوائت متتالية تم التركيز عليها وبسبب هذا المشكلة، قامت مؤخرا طالبة ماجستير في كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتخصيص رسالتها للماجستير للتعرف عمليا على مشاكل القراءة لدى عينة من طالبات جامعة الإمام. حيث استخدمت تقنية تعقب العين لمساعدتها في تحديد مشاكل القراءة بشكل دقيق ومقنن. ومن المعروف أن هناك الكثير من الأبحاث التي تطرقت وبشكل نظري إلى تحديد بعض الصعوبات التي قد يواجهها الطلبة عند تعلمهم للغة الانجليزية كلغة أجنبية، وعليه قام البحث الحالي بإثبات صحة مثل هذه الدراسات النظرية بشكل تقني وتطبيقي عن طريق جهاز تعقب العين والذي ساهم في تحديد وبشكل دقيق مواطن الضعف والإخفاق لدى قراءة الطالبات للنص باللغة الانجليزية. وتعتبر الدراسة التي قامت بها الباحثة دراسة فريدة من نوعها لم يسبق أن طبقت تقنية تعقب العين على الدارسين للغة الانجليزية كلغة ثانية. وقد أجرت الباحثة دراستها على مجموعة من طالبات المستوى الأول في كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام. والهدف من اختيار هذه العينة هو الوقوف على المشاكل من بداية السلم التعليمي للطالبات في الجامعة. صورة ARABIC 3: الخريطة الحرارية لأحد الجمل ويظهر التركيز على الكلمات ذات الأخطاء الإملائية لمحاولة نطقها وقد اعتمدت الباحثة في دراستها على ثلاثة اختبارات: الأول اختبار الكلمات المنتظمة (regular words) (وهي الكلمات التي تتوافق في النطق والرسم) والثاني اختبار الكلمات غير المنتظمة (irregular words) (وهي الكلمات التي لا تتوافق في النطق والرسم) والثالث اختبار الجمل التي تحتوي على أخطاء إملائية إما بالحذف والاستبدال. النتائج أوضحت نتائج الدراسة أن الطالبات يعملن على استخدام طريقة القراءة باللغة العربية عند قراءتهن للكلمات غير المألوفة باللغة الانجليزية، وهذا ما أظهرت نتائج تتبع مسار العين (صورة 1). مما يدل على تأثير اللغة الأم (اللغة العربية) عند القراءة باللغة الانجليزية. كما لاحظت الباحثة أنه عندما لا يتطابق الحرف المكتوب مع الصوت المناسب في الكلمات غير المنتظمة فإن تركيز نظر الطالبات يكون على الأجزاء غير المألوفة في الكلمة الانجليزية مع وجود تردد في النظر وذلك لمحاولة إيجاد النطق المناسب، كما أظهرته نتائج الخرائط الحرارية في صورة 2. في المقابل كشفت نتيجة سرعة قراءة الطالبات للكلمات، أن الكلمات المنتظمة أسرع في القراءة من الكلمات غير المنتظمة وذلك لتطابق نطق الحروف مع رسمها في هذه الكلمات. أما نتائج قراءة الجمل، فأوضحت أن الطالبات يقمن بالخلط بين المفردات المكونة من صوائت متشابهة بأخرى مشابه وقريبة لها في النطق، مثال ذلك كلمة (Libratory) (معمل) والتي كتبت بوجود خطأ إملائي في الصورة 3 تم قراءتها على أنها (Library) (مكتبة). الخلاصة والتوصيات عطفا على النتائج التي تحصلت عليها الباحثة من هذه الدراسة والتي تبين مدى تأثير اللغة العربية بطبيعة قراءتها البسيطة في طريقة قراءة اللغة الانجليزية وأيضا القصور الواضح في فهم أسس النظام الصوتي للغة الانجليزية، فقد أوصت الباحثة بضرورة إطلاع الطلاب عند تعلم اللغة الانجليزية على علم التهجئة وقواعدها في مراحلهم الدراسية الأولى كي يتسنى لهم فهم نظام صوتيات اللغة الانجليزية المعقد في مراحل مبكرة. كما أن تحديد مواطن الضعف في القراءة سيفيد أساتذة اللغة في تفادي هذه المشاكل مستقبلا والعمل على حلها لينشأ طلاب الجامعات على أسس سليمة عند تعلم اللغة الانجليزية.