ِكان من الممكن أن تتخذ تركيا اتجاهاً آخر غير الذي اتخذته قيادتها، كان من الممكن أن تلعب أدواراً أكبر مما وضعت فيه نفسها، لكن ما حصل أن الرئيس التركي اختطّ لنفسه خطاً، اعتقد واهماً أنه سيعيد أمجاد الدولة العثمانية البائدة، متناسياً ومتجاهلاً أن لا الزمن هو الزمن ولا الظروف هي الظروف، فأقحم بلاده في قضايا توهّم أنها ستحقق له مجداً لن يكون، ومكانة هي أكبر من طموحاته، وما الغزو التركي للأراضي السورية إلا إحدى الشطحات التي ستلحق الضرر ببلاده، كما حدث في الماضي القريب، فقد توهّم أن غزو دولة مجاورة سيحقق له مجداً لم يسبقه إليه أحد، فكان الرد سريعاً، لم يتوقعه الرئيس التركي من المجتمع الدولي، الذي رفض الغزو، وحذر من عقوبات تنهك الاقتصاد التركي، الذي يعاني جراء السياسات التي تبناها الرئيس التركي، تلك المعاناة لن تتوقف بل ستزداد منهكة اقتصاداً متأرجحاً غير مستقر، التعافي من تبعاته لن يكون سهلاً أو قريباً. كل المؤشرات تعطي انطباعاً بأن الغزو التركي للأراضي السورية لن يكون إلا وبالاً على الرئيس التركي سياسياً.. اقتصادياً، وفي الجبهة الداخلية التي رغم القمع المستمر لم تسكت على ما يجري في بلادها، بل تحدثت وعلى الملأ، رغم معرفتها بالمصير الذي ستلقاه، وبالفعل لاقته، كون من يبدي الاعتراض من الشعب التركي، فهناك من القوانين التي تم تفصيلها لإسكات كل صوت لا يتوافق مع رغبة الرئيس وتوجهاته، فالشعب التركي يعاني من سياسات رئيسه الداخلية والخارجية، ويرى أنها تقود تركيا إلى متاهات لا طاقة لها بها. المجتمع الدولي مطالب بلجم التهور التركي غير محمود العواقب، فما يجري من غزو تركي للأراضي السورية تحت أي ذريعة يجب وقفه ومحاسبة كل من تسبب فيه.