واجه فريق الهلال فريق الوحدة في واحدة من أصعب مبارياته بالدور الثاني لأول نسخة في مسابقة الدوري الممتاز عام 1397ه، التي عقد لواء بطولتها في نهاية مشواره بذلك الموسم وتوج بلقبها الأول، ودخل معه التاريخ كأول أبطال المسابقة بقيادة رئيسه آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز -رحمه الله- ومدربه الانجليزي جورج سميث، فيما كان كابتنه عبدالرحمن بشير «الغول» رحمه الله. تلك المباراة كانت على ملعب الوحدة وبين جمهوره وكاد الهلال يفقد نقطتيها لولا نجمه الواعد فهد العبدالواحد (فهودي) الذي حفظ ماء وجه فريقه بهدف المباراة الوحيد بعد دقيقتين من إشراكه، وفي اليوم التالي نشرت «دنيا الرياضة» تعليقها على تلك المباراة بقلم الزميل «عبدالله الضويحي» في عدد «الرياض» الصادر يوم 7/4/1397ه وجاء نصه: أرجو أن لا يصدق الهلاليون أن فوزهم بالأمس على الوحدة جاء نتيجة لجهد وأداء سليم.. وليعذروني إن قلت ذلك فهي الحقيقة أن الهلال الذي لعب أمس أمام الوحدة غير الهلال الذي لعب قبل أيام أمام النصر ثم الاتحاد والأهلي وأخيراً القادسية.. وليسمحوا لي وحتى أهضم حق الوحدة أن أقول إن النتيجة العادلة هي فوز الوحدة بمجهودها الجيد لكن وجود بداح ثم غازي أيضا كان عاملا مهما جدا في بقاء مرمى إبراهيم نظيفا.. ولا ننسى العمدة في الوسط وفهودي الذي جاء نزوله متأخرا وجعلهم يحصلون نقطتي المباراة، ونستثني ناصر الشائع من البقية الذين حالتهم أقرب إلى السوء منها إلى الاعتدال خاصة سمير سلطان.. منذ بداية المباراة كان واضحا تصميم الوحداويون على كسب نتيجة اللقاء والخروج به على العكس من الهلاليين الذين لم يخرجوا بمستواهم المعروف عنهم في الدور الثاني وأدت الوحدة أفضل مباراة لها في الدوري وظهر الفريقان بعكس ما كانا عليه فالهلال الذي بدأ الدور الثاني بداية رائعة واستمر بها سجل خلال ثلاث مباريات فقط وبجدارة تسعة أهداف وقبلها أمام النصر سجل ثلاثة أيضا، وقدم فيها مستويات ممتازة ورائعة خرج في مباراة الأمس بمستوى مهزوز ومتردٍ وعجز لاعبوه عن الوصول للمرمى سوى مرة واحدة. والوحدة الذي كان في بدايته ضعيفا خاصة مباراته الأخيرة أمام الشباب التي انهزم فيها بثلاثة أهداف وقدم مستوى سيئا عاد أمس ليفاجئ الجمهور بهذا المستوى الجيد. قد يقول البعض إن لعامل الجو أثر في ذلك إلا أن هذا ليس مبررا كافيا صحيح أن الجو كان حارا والرطوبة أثرت على اللاعبين لكن هذا لا يعفيهم من الظهور بهذا المستوى السيء لأن الجو لن يؤثر في لاعبي الكرة أولا بأول ولن يدعوا للأنانية أو للسرحان في الملعب أو لعدم المبالاة والفترات الوحيدة التي تحرك فيها الهلال هي بعد تسجيله للهدف، حيث بدأنا نحس إحساسا طفيفا بأن لديهم النية في التحرك بعكس الوحدة الذي كان طوال دقائق المباراة يلعب كرة سهلة وخالية من التقصير وأضاع فرصا عدة ليقظة إبراهيم اليوسف وحمايته لمرماه. لعب الفريقان بطريقة واحدة هي 4-3-3 وأجاد الوحداويون تطبيقها بشكل أفضل لوجود وسط جيد وظهرين يساندانه، وهجوم فعال أيضا بينما كان خط الظهر الوحداوي مرتاحا لم يكتشف لعدم وجود الهجوم الفعال الذي يقابله. وفي الهلال أجاد إبراهيم اليوسف وأنقذ عدة كرات خطرة وعاد لمستواه المعروف عنه وفي خط الظهر برز بداح ثم غازي اللذان كانا أفضل المجموعة واستطاع بداح تغطية أخطاء بشير المتكررة بالأمس وأنقذ غازي هدفا محققا أيضا، بينما كان بشير في غير مستواه المعروف وتخطته أكثر من مرة وكان ناصر الشائع بمستوى جيد ولم يستطع التقدم لمساندة الهجوم لوجود جناح جيد بجانبه ومتحرك، ولذا فمن الصعب ترك مركزه على حساب ذلك، ونتيجة لفعالية هجوم الوحدة ومساندة وسطه له لم يستطع ظهيرا الهلال التقدم كثيرا لمساندة الوسط والهجوم فتأثر هذان الخطان بناء على ذلك حيث لم يبرز في الوسط سوى العمدة الذي تحرك وكان وحيدا، أما الهجوم فحدث ولا حرج، ناجي كان سارحا كعادته ولعب مدافعا خامسا في مركز الظهير الغشاش للوحدة، وكان طوال الوقت متسللا وناسيا مركزه وبطريقته هذه أفسد العديد من الهجمات على فريقه. سمير وسلطان تبادلا الأنانية ولم يحاول أي منهما خدمة الكرة ويبدو أنهما ارتاحا للعب الوحدة ففضلا التفرج عليه، ولم يحاول أي منهما التراجع لسحب كراته من الوسط والهروب من الرقابة المفروضة عليهما أو استغلال الظهير الأيسر للوحدة الذي كان جديدا على القائمة وعندما نزل فهودي كان أفضل المجموعة حيث أخذ يتراجع لسحب الكرات من الخلف وتغذية الهجوم بها وكان مفروضا تواجده منذ البداية وبالنسبة للوحدة بوجه عام فقد كانت جميع خطوط الفريق متناسقة ولعب كوحدة واحدة في حاله الهجوم أو الدفاع ولعبوا بطريقة الرقابة الفردية خاصة من سلطان الذي لم يحاول تغيير مركزه. الحراسة حسن داود ولم تصله كرات صعبة يمكن الحكم عليه من خلالها سوى قذيفة واحدة أرسلها فهودي. في خط الظهر تفرع لطفي لبان لالتقاط الكرات العالية، وكذلك تهدئة الكرة اكثر من وقت تفرغ فيه النيفاوي لإبعاد الكرة بطريقة كيفمائية من منطقة الخطأ وهذا سمه اتبعها خط الظهر بوجه عام خاصة في بداية المباراة الى ان دانت لهم الكرة. في الوسط لعب حامد سبحي وحسين السيد وبرهوما واجاد هؤلاء الثلاثة في ملئ الملعب والسيطرة عليه خاصة حسين السيد وكذلك خط الهجوم المكون من سعود حريري وسعود الحربي وفؤاد الخطيب وتهيأت لهم عدة فرص ولكن يقظة ابراهيم اليوسف وبداح حالت دون ذلك. وأخطأ مدرب الوحدة في التغيير عندما أخرج فؤاد الخطيب ونزل بدلا منه الشميري إذ كان فؤاد في حالة جيدة، ولم يكن هناك أي داعي لاستبداله والخطأ الآخر أيضا خروج سعود الحربي ونزول هاشم بأن للوسط وتقدم السبحي واذا كان لا بد من تقديم السبحي فالأجدى إرجاع سعود الحربي للوسط خاصة وانه يجيد هدف الخانة الى جانب كسب الفرصة في التغيير، وما لبث حامد سبحي أن عاد للوسط وتقدم هاشم للهجوم وكان مفروضا أن لا يتم هذا التغيير نظرا لسير الفريق بصورة جيدة طوال المباراة. هذه نظرة عامة للفريقين وبالنسبة للمباراة فقد كانت في مجملها متوسطة المستوى وإن كانت في الشوط الثاني أفضل خاصة بعد تسجيل فهودي هدف الهلال وفي آخر المباراة لاحت لسمير سلطان كرة انفرد بها وسار معه سلطان وفهودي كلا من جهة وانفرد الثلاثة بلطفي إلا أن إصرار سمير على تخطي لطفي رغم وجود زملائه ووصوله إلى ال18 أضاع الفرصة عليه ثم استعادها ولكن بعد ان كان سلطان في موقف تسلل وتأخر فيها وأضاع الفرصة على فريقه. وبالمناسبة أو الصدفة بالأحرى ففي الدور الأول وعلى ملعب الهلال فاز الوحدة بهدف بعد أن كان الهلال في وضع أفضل وجدير بالفوز وانعكس الوضع في الدور الثاني وعلى ملعب الوحدة وبين جمهوره عندما فاز الهلال بنفس النتيجة والوحدة جدير بالفوز. هدف المباراة سجله فهودي بعد مضي ربع ساعة من الشوط الثاني وبعد نزوله بدقيقتين ومن كرة عالية لعبها العمدة لسلطان الذي لعبها ساقطة لتتخطى خط الظهر ويستلمها فهودي على صدره ثم لعبها بقدمة اليسرى على الطائر في قلب المرمى. إبراهيم اليوسف حافظ على نظافة شباكه فهودي أحرز هدف الفوز بداح القحطاني تألق في المباراة فريق الوحدة 1397ه