سيطرت قوات النظام السوري الأحد على بلدة الهبيط الاستراتيجية في إدلب، وذلك إثر معارك بينها وبين فصائل مسلحة ومعارضة أوقعت أكثر من 61 قتيلاً من الطرفين، هم 40 قتيلاً في صفوف الفصائل المناهضة للنظام، بينهم 30 من المسلحين قضوا وقتلوا جراء قصف جوي وبري واشتباكات، و21 من قوات النظام وميليشياته. وشكّلت أول تقدّم ميداني للنظام داخل المحافظة الواقعة في شمال غرب البلاد منذ بدء تصعيده العسكري قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد: إنّ «العمليات العسكرية المتواصلة بريف محافظة إدلب» أوقعت عشرات القتلى، قضوا وقتلوا جراء قصف جوي وبري واشتباكات. من جهة ثانية تصدّت المضادّات الجوية في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في محافظة اللاذقية المجاورة لطائرات مسيّرة أطلقتها فصائل مقاتلة باتجاه القاعدة الروسية، بحسب ما أفاد التلفزيون السوري والمرصد، وقال المرصد: «سمع دوي عدة انفجارات مساء الأحد في مدينة جبلة بريف اللاذقية ناجمة عن هجوم بطائرات مسيرة استهدف القاعدة الروسية الأكبر في سورية (مطار حميميم) وسط تصدي الدفاعات الجوية الروسية لها، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية». وأوضح المرصد أنّ «قوات النظام سيطرت فجر الأحد على بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي بعد معارك شرسة ضد هيئة تحرير الشام والفصائل». وتتعرّض محافظة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ نهاية أبريل لقصف شبه يومي من طائرات سورية وأخرى روسية، تزامناً مع معارك عنيفة تركزت خلال الأسابيع الماضية في ريف حماة الشمالي الملاصق لجنوب إدلب. ووفقاً لمدير المرصد فإنّ الهبيط «هي أول بلدة تسيطر عليها قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي منذ بدء التصعيد» الذي دفع غالبية سكانها إلى النزوح. وجاءت السيطرة على البلدة، التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، بعد تنفيذ قوات النظام وروسيا عشرات الغارات الجوية، تزامناً مع قصف بري وبالبراميل المتفجرة من قوات النظام، طاول - خصوصاً - ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي. وقال المرصد إنّ قوات النظام باتت على بُعد تسعة كيلومترات فقط من مدينة خان شيخون الاستراتيجية وكبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، وكانت المعارك بين الطرفين أوقعت السبت 70 قتيلاً. من جانبه، توعّد تنظيم داعش الإرهابي بتكثيف هجماته على كلّ من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وحلفائها الأكراد في سورية، وذلك في شريط فيديو بثّته إحدى قنواته على تطبيق تيلغرام هو الثاني منذ هزيمته ميدانياً في مارس الماضي. وفي الأشهر الأخيرة شنّ التنظيم سلسلة هجمات استهدفت بخاصة القوات الكردية في معاقله السابقة في شمال سورية وشمال شرقها. وفي مارس أُعلن سقوط سيطرة التنظيم التي أعلنها في العام 2014، وذلك بعد طرده من آخر معقل له في شرق سورية إثر هجوم شنّته قوات سورية الديموقراطية التي تتألف في قسمها الأكبر من مقاتلين أكراد والمدعومة من التحالف الدولي. لكنّ التنظيم لا يزال حاضراً من خلال مقاتلين و»خلايا نائمة» منتشرين في عدد من مناطق البلاد. ومؤخّراً أفاد تقرير لوزارة الدفاع الأميركية بأن التنظيم «يعاود الظهور» في سورية. وفي فيديو نشره الأحد خاطب التنظيم «جنود الإسلام وأبناء الخلافة في الشام والخير والبركة والرقة ودمشق وإدلب وحلب» بالقول: «المعركة بيننا وبينهم قد أوقد نارها وسيشتد أُوارها».