شهد ريف حلب الجنوبي الشرقي معارك عنيفة أمس بين قوات النظام وبين تنظيم «داعش» الذي استمر لليوم الثالث في قطع طريق الإمداد الوحيد الذي يربط مناطق سيطرة النظام في وسط سورية بشمالها. وفيما أفيد بأن فصائل معارضة تمكنت من استعادة بعض المواقع التي خسرتها في الأيام الماضية في ريف محافظة اللاذقية، أعلنت «حركة أحرار الشام الإسلامية» تنفيذ هجوم دام استهدف اجتماعاً لقادة عسكريين روس يدعمون عمليات النظام على الساحل السوري. وكان لافتاً أمس أن طائرات يُرجّح أنها روسية ارتكبت مجزرة في محافظة إدلب بشمال غربي سورية، قبل يوم من بدء تنفيذ اتفاق «وقف العمليات العسكرية» بين النظام والمعارضة (منتصف ليل الجمعة- السبت). وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن ثمانية مواطنين على الأقل قُتلوا بينهم طفلان ومواطنة «جراء تنفيذ طائرات حربية يُرجّح أنها روسية 3 غارات على مدينة أريحا جنوب مدينة إدلب». وأضاف أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود حوالى 30 جريحاً بعضهم في حالات خطرة»، مشيراً إلى معلومات عن قتيلين آخرين إضافة إلى الثمانية. ويسيطر «جيش الفتح» على محافظة إدلب، وهو يضم في صفوفه «جبهة النصرة» التي استثناها الاتفاق الأميركي- الروسي من التهدئة. في غضون ذلك، قالت «حركة أحرار الشام»، في بيان على موقعها أمس، إنها استهدفت بسيارة مفخخة تجمعاً لكبار الجنرالات الروس في منطقة صنوبر قرب جبلة بريف اللاذقية، مؤكدة قتل وجرح العشرات. وأوضحت أن العملية تمت يوم الأحد وأنها تكتمت عنها حتى الآن في انتظار عودة منفذيها سالمين إلى «المناطق المحررة». وقالت الحركة في شرحها لما حصل إن «سرية أصحاب النقب» أرسلت بالتنسيق مع «أحرار الشام» و «حركة بيان»، سيارة مفخخة إلى المركز العسكري الروسي الواقع على بعد نحو 15 كيلومتراً من مدينة اللاذقية، حيث تم تفجيرها خلال اجتماع الجنرالات الذين سقط منهم «عشرات» بين قتيل وجريح. وأشار بيان الحركة إلى أنه شوهدت سيارات إسعاف وإطفاء تهرع إلى مكان التفجير لنقل الجرحى إلى مستشفيات جبلة واللاذقية، فيما نقلت طوافات قتلى وجرحى إلى قاعدة حميميم الروسية قرب مدينة جبلة. ولم يُعلن النظام السوري ولا السلطات الروسية عن حصول مثل هذا الهجوم. وفي ريف اللاذقية أيضاً، ذكرت «الدرر الشامية» المعارضة، أن كتائب الساحل استعادت السيطرة على قريتَيْ أرض الوطى والمزغلي، إضافة إلى تلة المزغلي في محيط بلدة كنسبا، بعد مواجهات عنيفة مع النظام وحلفائه أسفرت عن سقوط قتلى في صفوفهم وأسر اثنين. أما المرصد السوري، فأشار من جهته إلى أن «معارك كر وفر تدور بين غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس، بالإضافة إلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف آخر، في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي»، مضيفاً أن المعارضة استعادت السيطرة «على تلة بجبل التركمان». وعلى صعيد معارك ريف حلب الجنوبي الشرقي، تشن قوات النظام هجوماً يستهدف إعادة فتح طريق خناصر التي تُعتبر شريان الحياة الوحيد براً لمدينة حلب في شمال البلاد. وسيطر تنظيم «داعش» وجماعات مبايعة له على خناصر وتلال عدة قريبة منها قبل يومين، ما شكّل نكسة كبيرة للنظام الذي خسر في البلدة عشرات من جنوده. وعرضت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم صوراً لجثث عدد منهم. ورد «الإعلام الحربي» التابع ل «حزب الله» بنشر صور لعدد كبير من قتلى «داعش» سقطوا خلال استعادة الجيش السوري أمس قرية رسم النفل شمال خناصر. من جهته، أورد المرصد أن الاشتباكات والغارات الروسية التي ترافقت معها أوقعت ما لا يقل عن 35 قتيلاً من النظام و16 قتيلاً من لواء مبايع ل «داعش» سقطوا خلال اقتحام خناصر و20 قتيلاً آخرين من اللواء ذاته سقطوا بالغارات الجوية. وأشار المرصد إلى أن قطع طريق خناصر الذي بدأ قبل يوم من سقوط البلدة في أيدي «داعش» أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية ومستلزمات الأطفال والمواد الأساسية في مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب. وفي مدينة حلب أيضاً، ذكر المرصد أن ما لا يقل عن 7 مواطنين قُتلوا ونحو 14 أصيبوا بجروح جراء قصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة لمناطق سيطرة النظام في حي الجميلية. وفي محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، قال المرصد إن مقاتلاً من جنسية ألمانية في صفوف «وحدات حماية الشعب» الكردية المنضوية تحت راية «قوات سورية الديموقراطية» قُتل مع ثلاثة عناصر آخرين من الوحدات الكردية خلال قصف واشتباكات مع «داعش» قرب الشدادي بريف الحسكة الجنوبي. وفي الغوطة الشرقيةلدمشق، ذكر المرصد أن 15 شاحنة محملة بالمساعدات وصلت إلى مدينة كفربطنا المحاصرة على مشارف دمشق وجلبت مواد غذائية وإمدادات طبية. ودخلت القافلة بحماية «جيش الإسلام» وقيادات إسلامية أخرى. وكانت قافلة مساعدات دخلت قبل ذلك إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية. أما في داريا في الغوطة الغربية، فقد سجّل المرصد إلقاء مروحيات النظام ما لا يقل عن 40 برميلاً متفجراً، إضافة إلى قصفها بخمسة صواريخ أرض- أرض.