غدًا تعود الحياة إلى ملاعبنا وفرقنا السعودية بعد غياب، وإن كانت العودة بنكهة آسيوية انطلاقًا من مواجهة الاتحاد لذوب آهن الإيراني والنصر للوحدة الإماراتي؛ إلا أنَّ القرعة التي فرضت مواجهة الهلال والأهلي بعد غدٍ الثلاثاء بكَّرت في تدشين الموسم السعودي قبل تدشينه رسميًا في افتتاح الدوري السعودي للمحترفين في 22 أغسطس الجاري. اشتقنا جميعاً لكرة القدم السعودية ومنافساتها وإثارتها داخل الملعب، والجميع متشوقون لرؤية الشكل الجديد لفرقهم قبيل انتهاء الميركاتو الصيفي الذي تبقى على إغلاقه قرابة 3 أسابيع، وهي الأسابيع التي لا تخلو غالبًا من صفقات مفاجئة خصوصاً في لحظاتها الأخيرة. ولأنَّها المواجهة السعودية السعودية، ولأنَّها الأكثر ترقبًا وإثارة وجذبًا للأنظار؛ فالحديث لابد أن يكون عن مواجهة الأهلي بالهلال على ملعب الجوهرة في ذهاب ثمن دوري أبطال آسيا، والتي تعيد للأذهان مواجهة الهلال بالاتحاد في لندن الموسم الماضي؛ حيث افتتح الطرفان موسمهما بمباراة مصيرية وجماهيرية وإعلامية، لكنها ستكون هذه المرة بنكهة آسيوية لن تستطيع بأي حال أن تنزع عنها خصوصيتها المحلية وتأثير نتيجتها ذهابًا وإيابًا على الكاسب والخاسر جماهيريًا وإعلاميًا في بداية الدوري السعودي. الفوز بمجموع المواجهتين سيكون أشبه بالبطولة المبكرة للمتأهل حتى وإن كانت ضمن دور ثمن النهائي، وكذلك هي الخسارة؛ التي ستكون موجعة، وقد تفتح النيران مبكرًا على الإدارة الجديدة والمدرب الجديد واللاعبين، والعنصر المشترك بينها وبين مواجهة الهلال والاتحاد الموسم الماضي على كأس السوبر هو وضع الفريقين قبل المباراة، وأذكر حينها أنَّ الاتحاديين على منصات التواصل الاجتماعي كانوا يتوعدون الهلاليين بخسارة موجعة عطفًا على الصدى الإعلامي والوهج الذي صاحب صفقات اللاعبين الأجانب في المعسكر الأصفر، ثم استنفار الإدارة الاتحادية لإشراك البرازيلي جوناس في المباراة عبر استصدار قرار من المحكمة الرياضية العليا في البرازيل والتي قامت باستبدال عقوبة اللاعب بمبلغ مادي، كما أذكر أنَّ الهلاليين لم يكونوا راضين تمام الرضا عن الميركاتو الصيفي وتحديدًا استمرار غير المرغوب به آنذاك جيلمين ريفاس؛ الذي استطاع في نهاية الأمر أن يكون عروس الليلة ويحسم اللقب للهلال بهدفه الثاني، فيما كان أجانب الاتحاد الجدد في غيبوبة جماعية وأولهم جوناس!. اليوم يبدو الأهلاويون متأهبون وجاهزون نفسيًا وعناصريًا أكثر من الهلاليين الذين لم يحضروا حتى الآن سوى المدافع الكوري جانغ هيون بديلًا للأسترالي ديجينيك وإضافة البيروفي كاريلو بديلًا عن البرازيلي كارلوس إدواردو وبدون أي إضافات محلية، فيما استعان الأهلي بصانع الألعاب الصربي دانييل الكسيتش عوضاً عن التشيلي باولو دياز مع بعض الاستقطابات المحلية التي يأتي في مقدمتها مدافع القادسية محمد خبراني وظهير الحزم الأيسر خالد البركة، وظهير الفيصلي يزيد البكر الذي رفض الأهلاويون انضمامه لمعسكر المنتخب السعودي استعدادًا للمشاركة في بطولة غرب آسيا لحاجة الأهلي لخدمات اللاعب أمام الهلال. التعاقدات المبكرة والإضافات المحلية والأرض والجماهير في مواجهة الثلاثاء تجعل الأهلي يبدو أقوى حظوظًا من الهلال كما كان يبدو الاتحاد الموسم الماضي قبل مواجهة السوبر، فهل ينتصر الأهلي وفقًا لهذه المعطيات، أم يثبت الهلال مجددًا أنَّ للحديث داخل الملعب لغة لا يتحدثها بطلاقة غيره؟!.