بالأمس انطلق "دوري جميل"، وعادت الحياة من جديدٍ إلى ملاعبنا ومدرجاتنا، وسط ترقب وتشوق من جماهير وعشاق الدوري السعودي، ووسط تلهف لرؤية جديد الأندية السعودية، ومشاهدة الدوري الذي عاد بقراراتٍ تاريخية جديدة وشكلٍ مختلف، بعد السماح لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية بالحارسٍ الأجنبي ورفع عدد المحترفين الأجانب إلى ستة لاعبين، ما زاد اشتياقنا وتلهفنا لانطلاقة الدوري العربي الأقوى والأكثر إثارة وندية بثوبه الجديد، وسط تفاؤل بأنه سيكون بتلك القرارات والتعديلات أكثر إثارة ومتعة!. استعدادات الأندية جاءت متفاوتة، والقراءة المبدئية لمعسكرات الأندية وتعاقداتها ونتائج مبارياتها الودية قد لا تكفي لإصدار أحكام دقيقة وحقيقية على قوتها هذا الموسم وقدرتها على تحقيق طموحات عشاقها، فالهلال صاحب اللقب والفريق الأميز الموسم الماضي عايد جماهيره بتعاقداتٍ محلية مميزة، توجها بالتعاقد مع الحارس العماني الكبير علي الحبسي، لكنه عاد ليقلق عشاقه بالتعاقد مع الأورغوياني ماتياس بريستوس، وزاد قلق الهلاليين أكثر حين لمسوا أن معسكر الفريق في النمسا لم يرتق لطموحاتهم، خصوصًا من حيث قوة المواجهات الإعدادية، وزاد الطين بلة قرار مدرب الفريق دياز بالاعتماد على حارس الفريق عبدالله المعيوف بدلًا من الحبسي الذي كان الجميع يظن أن أمر مشاركته كأساسي محسوم لا يقبل النقاش، وبغض النظر عن نتيجة لقاء الفيحاء في افتتاح الدوري، فإن عدم مشاركة الحبسي تعني أن المعيوف هو من سيتواجد في مرمى الهلال آسيويًا أمام العين، وهو ما يقلق الهلاليين فعلًا!. استعدادات الأهلي وتعاقداته وتحركاته البطيئة في بداية الصيف لم تنل رضا الأهلاويين، وكذلك كانت نتائج الفريق ومستوياته في مبارياته الودية، لكن التعاقد مع الثنائي البرازيلي كلاوديمير وليوناردو سوزا إضافة لدعم دفاع الفريق بالنيجيري أبوابونا ربما عاد التفاؤل للأهلاويين بموسمٍ أفضل من سابقه الذي خرج منه الفريق صفر اليدين!. الاتحاد والشباب والنصر لازالوا يعانون ماديًا وفنيًا، ونتائج بطولة تبوك والبطولة العربية جعلت جماهير تلك الأندية تزداد قلقًا وتخوفًا، فيما ظهر الاتفاق في تبوك بشكلٍ ينبئ عن عودة حقيقية لفارس الدهناء، بعد أن ألحق الصفاقسي بالاتحاد وتوج بلقب البطولة!. القادسية يبدو متعافيًا وراغبًا في مواصلة حضوره المميز هذا الموسم، وثنائي القصيم يبدو في جاهزية تامة لمواصلة التألق، لكن العيون ستبقى مسلطة أكثر على مفاجأة الميركاتو الصيفي، الفيحاء القادم الجديد والضيف الثقيل الذي زرع الرعب مبكرًا لدى بقية فرق الدوري بتعاقداته المميزة محليًا وأجنبيًا!. ومن يدري؛ ربما جاءت المفاجأة من أصفر المدينة أحد، أو استطاع فتحي الجبال أن يعيد للفتح وهجه وشخصيته، أو واصل الباطن إسقاط الكبار في الحفر، أو عاد فيصلي حرمة للتألق، لكن الأكيد أننا اشتقنا كثيرًا لإثارة الدوري السعودي، والأكيد أننا وسط كل هذه المعطيات بانتظار دوري (أكشن) و (جميل)!.