ليس أجمل من تدشين الموسم الكروي السعودي بلقاء يجمع الكبيرين الهلال بطل الدوري والاتحاد بطل كأس الملك في العاصمة البريطانية لندن على ملعب لوفتس رود الذي احتضن في مثل هذا الشهر من العام 2015م أول نهائي سعودي خارج الديار، وحينها انتصر الهلال على جاره النصر بهدف السوبر كارلوس إدواردو الذي يعود بعد 3 سنوات لنفس الملعب قائدًا للزعيم!. سوبر مع سبق الإصرار والترصد لقاء الليلة بين الهلال والاتحاد كان يفترض أن يكون ثاني (سوبر) على التوالي بعد أن ترشحا لذات الكأس في الموسم الماضي؛ قبل أن يتم إلغاؤه بداعي مصلحة المنتخب السعودي واستعداده لكأس العالم، وبإيعاز من مدرب المنتخب آنذاك إدغاردو باوزا الذي تمت إقالته بعدها بأسابيع!. لكن الفريقين يعودان اليوم ليفرضا اسميهما على مواجهة السوبر السعودي؛ بعد أن حافظ الهلال على لقبه بطلًا للدوري للموسم الثاني تواليًا، وخطف الاتحاد كأس الملك؛ ليؤكدا أنَّهما واجهة الكرة السعودية وعلامتها المسجلة!. اختلاف المعطيات الليلة لا تشبه البارحة أبدًا، فالأرجنتيني رامون دياز الذي كان سيقود الهلال قبل عدة أشهر أمام الاتحاد في السوبر الملغي سيقود الليلة الاتحاد أمام الهلال، والعميد الذي كان سيخوض السوبر في يناير 2017 بحالة فنية رثة يظهر في أغسطس 2018 بثوب إداري وفني جديد، متخففًا بدعم هيئة الرياضة من ديونه الثقيلة، متسلحًا بكتيبة جديدة من اللاعبين الأجانب يتقدمهم الناجي الوحيد التشيلي كارلوس فيلانويفا ومعه القادمون الجدد: المدافع الأسترالي ماثيو جورمان، والظهير البرازيلي تياغو كارليتو، والمحور المغربي كريم الأحمدي، والمحور البرازيلي الآخر جوناس دي سوزا، والجناح البرازيلي فالديفيا، ومواطنه رومارينهو داسيلفا، والمهاجم الصربي الكسندر بيزيتش. هلال اليوم أيضًا يظهر بقيادة فنية جديدة برئاسة البرتغالي القدير جورجي جيسوس وبدعمٍ عناصري أجنبي جديد يتمثل بالإسباني ألبرتو بوتيا، والبيروفي أندريه كاريلو، والإماراتي عمر عبدالرحمن (عموري)، الذين انضموا للسوبر كارلوس إدواردو، والسوري عمر خربين، والعماني علي الحبسي، فيما غادر الفريق إلى عاصمة الضباب ولا تزال الرؤيا ضبابية -حتى كتابة هذه الأسطر- حول مصير الأجنبيين السابع والثامن!. الأسرع والأبرع الاتحاديون كانوا أسرع من الهلاليين في إنهاء ملف التعاقدات، فيما تريد الإدارة الهلالية بقيادة سامي الجابر أن تكون الأبرع؛ حتى وإن تطلب الأمر التأنِّي إلى آخر لحظات فترة التسجيل؛ وهو ما يقلق عشاق الهلال الذين يخشون أن يضيق الوقت وتضيق معه الخيارات، وألا يكون الهلال الأسرع ولا الأبرع في سباق الميركاتو الصيفي!. عراك هلالي وحراك اتحادي وفيما يظهر أنَّ الهلاليين يتأنون كثيرًا في خياراتهم وقراراتهم ويجهزون الفريق لموسمٍ صعبٍ وشرس؛ يبدو أن الاتحاديين يرفعون شعار: "عصفور باليد"!، فحسموا مبكرًا ملف التعاقدات، وحرصوا على تسجيل كل اللاعبين لمواجهة الليلة، بل حاولوا شرعنة مشاركة المحور البرازيلي جوناس دي سوزا الموقوف ببطاقة حمراء في آخر مباراة مع فريقه السابق فلامينجو ضمن الدوري البرازيلي، كما أنَّ إدارة المقيرن نجحت في تأجيل مواجهة الذهاب أمام الوصل الإماراتي في البطولة العربية؛ ما مكَّن الفريق من الانتقال مباشرة من معسكر النمسا إلى لندن، فيما اضطر الهلال للعودة إلى الرياض لمواجهة الشباب العماني قبل أن يغادر مجددًا إلى لندن مثخنًا بالإصابات المؤثرة والمقلقة لعشاقه!. الثانية للزعيم أم الأولى للعميد؟! هذا هو السوبر الثالث الذي يخوضه الهلال في آخر 4 مواسم، إذ كسب النصر في سوبر 2015، وخسر أمام الأهلي في موسم 2016، وألغيت مواجهته مع الاتحاد في موسم 2017؛ بينما يخوض الاتحاد ثاني سوبر له بعد خسارته السوبر الأول أمام الفتح في موسم 2013. الغريب في الأمر أنَّ الموسم الكروي لا يبتسم كثيرًا لأبطال السوبر، فالفتح في موسم 2013 حقق السوبر وصارع بعدها على الهبوط، والشباب بطل سوبر 2014 ابتعد عن البطولات، والهلال بطل سوبر 2015 خسر لقب الدوري أمام الأهلي بفارق 8 نقاط؛ قبل أن يعود ليخطفه في الموسم الذي يليه أمام الأهلي بطل سوبر 2016، والتمعن جيدًا في هذه الوقائع يكفي للوصول إلى قناعة بأنَّ تحقيق لقب السوبر يستحق الفرح؛ لكنه لا يكفي للاطمئنان، كما أنَّ خسارته لا تدعو للقلق!. Your browser does not support the video tag.