نوع نفيس ونوع تعيس.. النفيس من القناعة هو الذي يأتي بعد التوكل على الله عز وجلّ، ثم بذل كامل الجهد المُمكن في استقصاء المعلومات المتاحة عن سهم أي شركة تريد شراءه أو بيعه، ثم الرِّضا التام بالنتيجة، وعدم لوم النفس، فلا يُلام المرءُ بعد اجتهاده، يقول الشاعر: على المرءِ أنْ يَسعى إلى الخير جَهْدَهُ وليس عليهِ أنْ تَتِمّ العَواقِبُ وينطبق هذا النوع النفيس، بصفته المذكورة، على جميع أشكال التجارة والأعمال، بما فيها النجاح في الدراسة أو عدمه، والسعادة أو الفشل في الزواج أو الوظيفة أو الصداقة، أو أي نشاط وعلاقة.. فطالما بذل الإنسان جهده الكامل بإخلاص في إنجاح مقاصده، وجمال علاقاته مع الناس، فإن قناعته بالنتيجة محمودة نفيسة، تُخَلِّصُه من عقدة الذنب، ومن الإحساس بالنقص، ومن جلد الذات، ولا تمنعه هذه النتيجة - إيجابيةً كانت أم سلبية - من مواصلة الكفاح، والاستفادة من الأخطاء والسلبيات، ومثل هذا ينجح ويسعد بإذن الله، ويُكافح وهو يبتسم. والتعيس من (القناعة) هو الناتج عن الكسل والخمول وانعدام الطموح، والركون إلى الاستسلام التام لهذه الصفات الذميمة، والاعتقاد بأنه ليس في الإمكان أفضل ممّا كان.