تقول الأخبار الواصلة من لندن إن أحلام الأفلام، المتمثلة في زرع الشرائح في الأدمغة، باتت قريبة جداً، أقرب من أي وقت مضى.. لم تعد الأخيلة مجرد مونتاج لأفلام هوليوودية وحسب. الرئيس التنفيذي لشركة Tesla وSpaceX أكد أن هناك أجهزة Neuralink ستتكون من شريحة صغيرة متصلة بألف سلك بقياس عُشر شعرة الإنسان، حيث سيتم إدخال شرائح مدعومة بتقنية "بلوتوث" في دماغ الإنسان، مدعياً أن هذه الأجهزة يمكنها أن تسمح بتوارد الخواطر والمساعدة في تعافي الأشخاص الذين يعانون من إصابات. وحول تفاصيل الشرائح، فالأنباء تقول إن الشريحة تحتوي على منفذ USB-C، وهو نفس المحول الذي تستخدمه أجهزة "ماك بوك" من آبل، ويتصل عبر "بلوتوث" بجهاز كمبيوتر صغير يتم وضعه فوق الأذن ومن ثم إلى هاتف ذكي، بحسب ما جاء في CNN. ولمن لم يقرأ عن Neuralink؛ فهي شركة ناشئة، تقول إن الأجهزة يمكن أن تستخدم من قبل أولئك الذين يسعون إلى زيادة ذاكرتهم ولضحايا السكتة الدماغية ومرضى السرطان أو غيرهم من المصابين بعيوب خلقية. وتزعم الشركة أيضاً أنه يمكن وضع ما يصل إلى 10 وحدات في دماغ المريض، وستتصل هذه الرقائق بتطبيق على جهاز "آيفون" يمكن للمستخدم التحكم فيها. كل ما سبق هي تفاصيل تقنية، أظن أنها لن تكون الحد الذي تقف عنده التطورات، ونحن مقبلون على ما هو أكثر تعقيداً كما أعتقد.. لكن السؤال: كيف سيكون تقبل الناس للوضع التقني الجديد؟ أن تزرع التقنية بدواخلهم، بشكل غير مسبوق. شخصياً، أؤمن بأن الحلول الطبية هي الأساس، ومتى ما كانت هذه الشرائح تدعم ذلك فأفترض قبولها الكبير عند الناس، والتفاعل معها، والاعتياد عليها شأن الأشياء الأخرى، التي كانت تعد فتوحات في المجال الطبي في وقتها. بل قد يتعدى الأمر إلى التسابق، والاصطفاف في الطوابير الطويلة، من أجل الظفر بموعد، يضمن انضمامهم لنادي الشرائح المزروعة. أما إذا كانت الأغراض غير ذلك، أعني لأشياء غير طبية، فقد تحتاج وقتاً للقبول، لأن المقاومة أو الممانعة ستكون أول ما تواجهه هذه الشرائح، ولا أستبعد أن تأخذ مناحي سياسية ودينية واقتصادية وغيرها. الفكرة التي انطلق منها، أو على الأقل تشغلني دائماً، هل نحن جاهزون لتغيير حياتنا.. وفقاً للشروط التقنية الحديثة؟ والخيارات المتجددة! عندما أتحدث عن الجاهزية؛ فأنا أعني التقبل النفسي والاستعداد المهني. السؤال (بطريقة أخرى): متى يمكننا البدء؟ غداً، أو بعد سنين! والسلام..