تسعى دار مزادات سوثبي بلندن لرفع أسعار الفنانة الأميركية المعاصرة لي كراسنر Lee Krasner، وهي أرملة الفنان الشهير جاكسون بولوك، لرفع قيمة لوحتها إلى رقم قياسي جديد يصل ما بين 10 إلى 15 مليون دولار، في المزاد القادم بنيويورك. اللوحة عبارة عن جدارية 20 قدم، تنتمي للمدرسة التجريدية التعبيرية، ويلاحظ أن اسم لي كراسنر قد تأخر عن أقرانها من فناني جيلها النساء والرجال في تلك الحقبة، فهي ضمن الأسماء اللامعة في الفن المعاصر أيضاً، مثل جين ميشل وهيلين فرانكنتالر ولي. اسم اللوحة (العين هي الدائرة الأولى) رسمتها عام 1960، لكن مؤخراً حققت أعمال الفنانة في سنة 2017 مبلغ 5.5 ملايين دولار، وبعض النقاد أطلق على هذا العمل تحديدا تحفة عصر التعبيرية التجريدية، حيث رسمتها كراسنر عقب وفاة زوجها الفنان جاكسون بولوك 1956م، ووفاة والدتها سنة 1959، وكانت تعتبر هذه اللوحة اختبارا لها ولتراث زوجها في مجال التعبير والتجريد والتلوين، حيث رسمتها في أسوأ حالاتها النفسية، في غضب شديد جداً وعصبية عالية لأبعد الحدود، كانت كراسنر تمارس غضبها وعصبيتها وحزنها وحرقة ألم فقدانها لزوجها وأمها بالألوان على الكانفس، فكانت ترشها وتغطسها بالإحساس وتفعمها بالحركة والقوة غير الملوثتين بأي مؤثرات وعوامل غير نفسيتها المضطربة وحالتها العصبية الحادة وعاطفتها المتهيجة، كحافز لأول جدارية رسمتها. حزنها حرمها النوم، فكانت ترسم سهرانة أثناء الليل، وتعبّر باللون في الظلام، ووجدت أن أفضل لون يعبّر عن غضبها وعصبيتها وحزنها، هو اللون البني العنبري Amber. فكانت كاسنر تعتبر هذه المحاولات والتجارب عبارة عن رحلات ليلية داخل النفس البشرية الكئيبة. وقد عُرضت هذه اللوحة أول مرة في متحف الفنون الجميلة في هيوستن سنة 1984 ثم 1999، ومؤخراً عُرضت في الأكاديمية الملكية للفنون بلندن، ومتحف جوجنهايم في سنة 2016 و2017، تم سرقة هذه اللوحة لمدة، ثم أعادتها الشرطة وتم عمل ترميم لها لاحقا، لتجهيزها للعرض والبيع. عصام عسيري «العين هي الدائرة الأولى» للفنانة لي كراسنر رسمتها في العام 1960