أنجب الوطن رجالاً أوفياء وتربويين نجباء حملوا على عاتقهم رايات الوفاء، وسطّروا بأعمالهم أروع لوحات العطاء، ونقشوا في الذاكرة أجمل معاني التضحية، ومن نعم الله تعالى أن يزخر وطننا بكنوز من الرجال في المجالات كافة شهدت لهم أعمالهم بالتميز والبذل، ومن هؤلاء أخي وزميلي الأستاذ عبدالله بن أحمد الثقفي مدير عام التعليم بمنطقة مكةالمكرمة الذي وافته المنية، وغادر هذه الحياة جسداً وبقي فيها أثراً، وحديثي عنه حديث من القلب نابع من المحبة والتقدير والعرفان، فقد عرفتُه قائداً تربوياً واجتمعت فيه صفات القيادة المؤثرة فكان باذلاً ومحركاً ومحفزاً ومبادراً وناشطاً فاستطاع قيادة العمل بجدارة وكفاءة، وقدَّم خبرته وعظيم تجربته، وعندما كان مديراً عاماً للتعليم بمحافظة جدة عايش المجتمع التعليمي فيها الكثير من مبادراته والعديد من إنجازاته وشارك زملاءه في قصص التميز حتى حاز الجوائز والمراكز المتقدمة في المنافسات المحلية والإقليمية، وختم حياته الوظيفية بكسب ثقة معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ فتم تكليفه مديراً عاماً للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة، وفي هذا دلالة كبرى على حنكته الإدارية وإيمان القيادات بمقدرته التعليمية. وعرفتُه إنساناً جمع في شخصيته الخلال الحميدة والخصال الجميلة، فالانضباط والإنتاجية عنوانه، والابتسامة وتقدير الآخرين أخلاقه، والاتصال والعلاقات الصادقة سمته، والمساعدة والدعم همّه، وبذل الأوقات في الخير من فضائله، وكل ذلك جعل منه أخاً وصديقاً ومسؤولاً محبوباً من الجميع. لقد قدَّم لدينه ووطنه أعمالاً كثيرة وبذل عمره في الارتقاء بالتعليم بكل تفانٍ وإخلاص وحب واقتدار، ولهذا فقدنا دون شك قيادياً ترك بصمة ستظل مكتوبة بحروف ساطعة في صفحات تاريخ التعليم، وستكون مستقرة في وجدان من خالطه وعمل معه ولامس أثره، وعزاؤنا جميعاً أنه ترك أثراً جميلاً عكس طيب عمله وحسن سيرته. فرحمك الله أبا أحمد، وأسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته وعظيم مغفرته، وأن ينزلك منازل الصالحين، ويلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان. * مدير عام التعليم بالأحساء