الشيخ دخيل بن عثمان الحميضي رئيس مركز المشاش السابق -رحمه الله- كان بمثابة صمام أمان في كل الأمور لأهل المشاش. ذلك البلد العريق الذي يطل على روضة الحمادة (العكرشية) وجبال طويق، ومما زاده جمالاً إطلالته في أحضان نفود عريق البلدان، تذكرت سيرة ذلك الرجل بعد أن توفي -رحمه الله- عن عمر ناهز المائة عام أواخر شهر رمضان المبارك هذا العام، وبعد أن داهمه المرض لمدة طويلة كان خلالها نزيلاً في العناية المركزة بمستشفى شقراء العام. كنت أتحدث مع ابنه الأكبر الأستاذ محمد الحميضي مدير عام تعليم البنات بمنطقة الرياض السابق أثناء تقديم العزاء بحضور أشقائه وابنه زميلي الأخ مازن محمد الحميضي رئيس المركز الحالي، كنت أتحدث عن الفقيد بحكمته وأخلاقه وتعامله الطيب مع زملائه وأهالي المشاش عموما؛ فهو رحمه الله تسلم مهام المركز لخدمة الأهالي منذ أربعين عاما تقريباً، وكان من قبله والده (عثمان) رحمهما الله جميعاً وأموات المسلمين، وعملا لخدمة بلدتهما وجماعتهما قبل إحداث وظائف المراكز وهذا يدل على تكافل هذه الأٍسرة وحبهم لخدمة وطنهم وجماعتهم، وهذه صفة حميدة يتصف بها أفراد أسر هذه البلاد لاسيما ممن وضعت الدولة والأهالي الثقة فيهم، وقد خدم المرحوم بلده المشاش وسكانها بكل ما يستطيع وساهم في تآلف وتماسك مجتمعه في المشاش وإصلاح ذات البين والعلاقة الحميمية التي تربط بين أسر وأفراد بلدته حتى تحول المشاش بمبانيه وشوارعه وميادينه الجميلة إلى مدينة ناشئة وحالمة بالتطور وتوفير الخدمات كافة، وكان لجهود رئيس المركز الحالي الأخ مازن محمد الحميضي أثر واضح في هذه المجال إضافة إلى ما يتمتع به من أخلاق فاضلة وتعامل طيب مع زملائه وأهالي مدينته، وهو يأخذ من سيرة جده رئيس المركز السابق -رحمه الله الحلم والأناة والتجاوب مع متطلبات الأهالي. لم يكن المرحوم دخيل الحميضي منقطعاً عنا بوفاته أو توقف أعماله فقد أنجب للمشاش ولبلاده رجالاً نجباء خدموا وطنهم في مناطق عدة، واشتهروا بالإنجاز والإدارة الفاعلة؛ فقد كان ابنه الأكبر الأستاذ محمد بن دخيل الحميضي الذي تولى الإدارة العامة لتعليم البنات في منطقة مكةالمكرمة ثم منطقة الرياض فكان المسؤول المخلص وحقق التعليم في عهده قفزات هائلة، كذلك النقيب علي الحميضي مدير سجون منطقة الرياض، ثم عمل في المحاماة - رحمه الله- وعبدالعزيز مستشاراً في إمارة الرياض ويعمل حالياً في التعليم، والنقيب إبراهيم وهو حالياً متقاعد من حرس الحدود، رحم الله فقيد المشاش وأسرة الحميضي في المشاش والقصب الشيخ دخيل الحميضي وأدخله فسيح جناته وتعازينا الخالصة لأبنائه وأسرته وأهالي المشاش عموماً. محمد المسفر - شقراء