العيد هو الوقت الذي يجب أن تشعر فيه بأنك في أحسن حالاتك شكلا ومضمونا، تزفك فيه التبريكات والمعايدات، وتتناغم أنت معها وكأنك مركز لها تنطلق منه وتعود إليه.. ولذلك أن تعيش تلك اللحظة بكل جمالها واجب، فهي تعقب شعائر دينية يحق لك بعدها أن تحتفل بإنجاز يختلف عن الإنجازات الدنيوية، ولأن من حولك يستحق معايشة تلك اللحظات معك بمزيد من الود. ومن الجمال الذي نحياه قبل العيد وبعده «المناكفة» وهي الحوار الذكي الذي ألفاظه قوية في معناها، ومثيرة في بنائها وطريفة في لفظها وخفيفة في وقعها؛ لذلك نحسبها لا تزعج الطرف المتلقي كعادة المناكفات. ولأننا نؤمن بجمال العيد رغم ما يرافقه من مواقف الحياة المختلفة، التي قد تطفئ شيئا من ذلك الجمال. كما في بيت المتنبي الشهير: عيد، بأية حال عدت يا عيد.. بما مضى أم لأمر فيك تجديد» وكانت هذه المناكفة النثرية: صاحبنا في نهارك التأييدُ.. وزاحمَنا التكبير والتحميدُ.. ثم بدأنا نعدد مواقف ونحاسب العيد عليها وعلى المشاعر المرافقة لها التي تعتري كثيرا من الناس ولو لبرهة مقتطعة من عيدهم، فقلنا: بأي حال عدت ياعيد؟! فأصابنا الحياء من العيد ثم استدركنا: يكفي أن الخير والستر ممدودُ.. ويكفي أن الرخاء والأمن مشهودُ. ويكفي أن العهد والميثاق معقودُ...وكفانا أن أجمل الأوطان موجودُ.