(1) (عيد بأيّة حال عدت يا عيد؟).. هذا السؤال الكئيب هو الشطر الأول من أول بيت من قصيدة لسيّد الشعر العربي “المتنبي”.. من تلك القصيدة التي تطفح بالألفاظ العنصرية البغيضة، والتي كتبها هجاء لحاكم مصر “كافور الإخشيدي”. هذا البيت يكاد أن يكون أشهر أبيات المتنبي.. رغم أنه: أكثرها كآبة، وأقلها شعرًا.. ومع هذا لا يأتي “عيد” إلاّ وتأتي ثلة من الكُتّاب العرب لتستعيده و“تعكنن” مزاجنا ومزاج أهالينا أيضًا ! هم كئيبون بالفطرة، وليتهم اكتفوا بالكآبة لأنفسهم، بل يريدون أن يصيبونا بعدوى الكآبة.. ومتى؟ في العيد.. يا ساتر عليكم! انتهت الأفكار؟ كل عيد (عيد بأيّة حال عدت يا عيد)؟! ثم .. ما دخلنا نحن باختلاف وجهات النظر بين السيد “المتنبي” وفخامة الرئيس “كافور”؟ وما هي مطالب الشاعر والمثقف من فخامة الرئيس: هل طلب منه تفعيل مؤسسات المجتمع المدني؟ لا. هل طلب منه إنشاء جمعية لحقوق الإنسان الإخشيدي؟ لا. هل يعتب عليه لعدم فصل سلطة القضاء عن الحكومة؟ لا. كل ما كان يطلبه “شرهه” أعطية، أو إمارة في “الفيّوم”، أو على الأقل: يرسّي عليه أحد المشاريع الكبرى! ولأن كافور قال له: “ده بعدك”! قام المتنبي بكتابة هذه القصيدة، والتي من خلالها مسح الإخشيدي ببلاط قصره! (2) الزملاء الكرام.. زملاء الحرف: العيد: فرح، ومحبة. العيد: شيكولاتة تذوب في فم طفل. العيد: فرحة أطفال الأثرياء، وأطفال الطبقة المتوسطة، وأطفال الفقراء بثيابهم الجديدة. العيد: فرصة لترميم ما تهدّم من علاقاتنا مع الأقارب والأصدقاء. العيد: إجازة من الركض اليومي في هذه الحياة، نستعيد خلالها إنسانيتنا ومحبتنا لمن حولنا. العيد: لعبة.. ابتهجت لبهجة الطفل الذي يقلبها بين يديه! العيد: يوم مثل بقية الأيام.. نحن الذين نجعله مميّزًا بكميات الفرح المنبعثة من أرواحنا الطيبة. فالله يرضى عليكم، ويستر على زواياكم من المنع، وأقلامكم من الكسر، فكّونا من (عيد بأيّة حال عدت يا عيد)، وابحثوا عن أي شيء آخر تكتبون عنه بعيدًا عن المتنبي، وكافور، والاحتباس الحراري، والاختلاط، والتكشير، والكاشيرات!! و.. كل عام وكل الناس بخير. [email protected]