إذا كان أول شيء تفعله كل صباح هو التهام ضفدعٍ حيّ؛ فإنك ستكون راضياً طوال اليوم لأنك تعرف أن هذا سيكون أسوأ شيء سيحدث لك طيلة النهار!. يعتقد "بريان تريسي" صاحب السبعين كتاباً في تطوير وتحفيز الذات أن "ضفدعك" الكريه هو واجبك الأكبر والأهم، وغالبا ما يكون أكثر شيء تحاول تجنبه وتماطل في تنفيذه، رغم أنه المهمة ذات الأثر الإيجابي الأوسع على لحظتك الراهنة، وحتى على مستقبل حياتك، لكننا نتجاهل ذلك؛ لأنه يحتاج عملاً شاقاً والتزاماً زمنياً، على عكس الواجبات الأخرى الأقل أهمية لكنها الأكثر امتاعاً، أو تلك التي تستغرق وقتاً قصيراً أو جهدًا بسيطاً. يقول "تريسي" في كتابه "ابدأ بالأهم ولو كان صعباً": إننا نحتاج تعلّم ثلاث مهارات لتطوير العادات: القرار، والانضباط، والتصميم، وهي المهارات التي ما إن تتعلمها حتى تستطيع التغلب على عادة المماطلة وتتفادى فخ التسويف، لتنهي أهم واجباتك في وقتها المفترض، وتنطلق في حياتك الشخصية ومسيرتك المهنية؛ كما يتناول إحدى وعشرين طريقة للقضاء على التسويف، تلك الطرق التي ضج سمعنا بها بمختلف التسميات غير أننا في النهاية نتجاهلها حين نحتاجها!، مثل كتابة الأهداف, التخطيط لكل يوم, تطبيق أسلوب 80/20, تحفيز النفس للعمل, التركيز على أداء كل مهمة على حدة, والكثير من الأدوات التي تبدو رائعة حينما نقرأ قصص نجاحها, لكنها تتبخر حين الحاجة للتطبيق!. غير أن "زبدة" الكتاب تكمن في أنه وجد خلال سيرته المهنية الناجحة حقيقة بسيطة: "أن القدرة على التركيز بشكل عقلي منفرد على أهم مهماتك وتأديتها بشكل جيد وإنهائها بشكل تام هو المفتاح للنجاح الباهر, والإنجاز, والاحترام, والمكانة والسعادة في الحياة"، وهو ما يجعلنا دوماً في صراع مع إدارة الوقت, فهناك الكثير مما نود فعله لكن الوقت يدركنا، ولن نستطيع السيطرة على وقتنا ما لم نغير من طريقة تعاملنا مع تيار المسؤوليات والمهام التي لا نهاية لها, عبر تحديد أهمها وأكثرها تأثيراً على يومنا ومستقبلنا, مهما كانت شاقة وبغيضة. لنكن عمليين.. كيف يمكن أن تلتهم ضفدعاً بشعاً وفي بعض الأحيان ضخماً؟ إنه كما السؤال القديم: كيف تأكل فيلاً؟ بالطبع قطعة.. قطعة! وعلى فترات زمنية مجدولة، وهو بالضبط ما يمكن عمله ببساطة في المهام والمسؤوليات المهمة والأساسية؛ أن تقسم إلى أنشطة محددة بفترات زمنية متتالية. المهم تذكر دوماً أنه "إذا كان عليك أن تأكل ضفدعة حيّة -أي واجباً مهماً بلغتنا-، لن يجدي نفعاً أن تجلس وتنظر إليها طويلا"، على حد قول صاحبنا "تريسي".