* (أمسِ) كان الحديث - بمناسبة بداية السنة الهجرية الجديدة - عن أهمية (التخطيط للحياة والعام)، من خلال خطوات عملية مكتوبة أولاها تقييم الذات، ثم وضع الأهداف الواضحة التي تتوافق مع الإمكانات والوقت، ومن ثَمَّ اختيار وسائل الوصول لها في جدول زمني منظم، وإجراءات يومية مُلْزِمَة! * أما (اليوم) فيأتي التأكيد أن العامل الرئيس في نجاح الخطّة (إدارة الوقت، ومهارة ترتيب الأولويات)؛ فمن الظواهر السيئة التي نعانيها في عمومنا أسلوب إدارتنا للوقت؛ وإصابتنا بداء التسويف والفوضوية، وتجاهل الأولويات؛ مما ينعكس سلبًا على حياتنا! * ولأهمية (إدارة الوقت وترتيب الأولويات) جاءت فيه الكثير من المؤلفات التي كتبها متخصصون، وأصحاب تجارب ناجحة؛ ولعل من أبرزها وأكثرها وضوحًا وتنظيمًا (كتاب ابدأ بالأهم ولو كان صعبًا) ل(برايان تريسي)، -الكتاب الذي سبق عرض شيءٍ منه– يحمِل بين طياته مجموعة من الطرق الرائعة لإدارة الوقت والقضاء على التسويف، وإنجاز العمل في أقصر وقت؛ وهذه إطلالة سريعة على هذا الكتاب عَلَّنَا نُفِيْد منه! * المؤلف في افتتاح كتابه أشار إلى أن الإنسان القادر على إدارة أولوياته، يمكنه إنجاز المهام الكثيرة بأسرع وقت؛ كما أنه سيتفوق على الشخص النابغة، الذي يتكلم كثيرًا ولديه خطط رائعة، لكنه لا ينفذ منها على أرض الواقع سوى القليل! * (برايان تريسي) أكّدّ على مقولة أو قاعدة قديمة تقول: (إذا كان أول شيء تفعله كل صباح هو أَكلُ ضفْدعةٍ حَيّة، فإنك ستكون راضيًا طوال اليوم؛ لأنك تعرف أن هذا سيكون أسوأَ شيءٍ يحدث لك طيلة النهار، وإذا كان عليك أكلُ ضِفْدَعَتَيْن، فابدأ بالأبشع منهما)!! * (الضِفْدَعَة هنا) رمزٌ لواجبك الأكبر والأهم والأصعب، وهو الهدف الذي له الأثر الإيجابي العظيم على حياتك ونتائجها الحالية أو المستقبلية. * أخيرًا (عزيزي) فضلًا أدعوك في هذه اللحظات، أن تعقد مع نفسك اجتماعَ مصارحة، فيه تَعْرِف (حقيقة واقعك)؛ وبناءً عليه تصنع (أهدافك)، وتُرَتِّب (أولوياتك)، الآن أرجوك (هيِّئ الطاولة)، ثم سَجِّل أهدافك بالكتابة؛ فالتفكير على الورق يبلور الأهداف، ويعطيها الشكل الواقعي الملموس، وضَعْ (حَدًا زمنيًا نهائيًا) لإنجازها، ثم اكتب قائمة ب(الوسائل)، التي ترى أنها السُّبُل الناجحة لتحقيقها، ونظم قائمتك لتكون خطة عَمَل حسب الأولوية والتتابع الزمني، ولطفًا (نَفّذ خطتك) على الفور وافعل شيئًا ما (أيَّ شيءٍ) لتعلن انطلاق البداية الفعلية، والأهمّ (العَزم والالتزام) بأن تَفعل شيئًا ما كُلَّ يومٍ باتجاه تحقيق أولوياتك وأهدافِك، مع دعائي لك بالتوفيق في حياتك!