قال الضَمِير المُتَكَلّم : من أهم الصناعات بل أساسها صناعة الإنسان لِنفسه ، ومن أهم أدوات تلك الصناعة وعوامل نجاحها ( إدارة الوقت ، وفَنّ ترتيب الأولويات ) فمن الظواهر السيئة التي نعانيها في عمومنا أسلوب إدارتنا للوقت؛ وإصابتنا بداء التسويف والفوضوية، وتجاهل الأولويات على المستوى الفردي أو العائلي ، أو المجتمعي ؛ مما ينعكس سلبًا على الشأن العام، والنتيجة سنوات وسنوات تتأجل فيها المشاريع الأَهَم لتتقدم عليها المشاريع الأقل أهمية؛ بينما الشعوب المتقدمة يهتمون كثيرًا بعِلم وفَنِّ إدارة الزمن؛ وألَّفوا في ذلك الكثير من الكتب المبنية على الدراسات والتجارب. ولعل من أبرزها وأكثرها وضوحًا وتنظيماً ( كتاب ابدأ بالأهم ولو كان صعباً ) ل (برايان تريسي) الكتاب بين طياته مجموعة من الطرق الناجحة لإدارة الوقت والقضاء على التسويف، وإنجاز العمل في أقصر وقت فما رأيكم بإطلالة سريعة على هذا الكتاب عَلَّنَا نفيد منه؟ المؤلف يبني كتابه ومقترحاته على تجربته الشخصية وخبرته في هذا المجال؛ فيبدأ بالتأكيد على أهمية اكتساب عادة ترتيب الأولويات؛ فالشخص العادي الذي يُنمي عادته بالبدء بالأولويات وإنجاز المهام الكثيرة بأسرع وقت؛ يمكن أن يتفوق على الشخص النابغة الذي يتكلم كثيرًا ولديه خطط رائعة، لكنه لا ينفذ منها على أرض الواقع سوى القليل! ويؤكد على أهمية ترتيب المهام والبدء بالأهم الأصعب من خلال ترديد مقولة قديمة تَشهَد فتنطق: ( إذا كان أول شيء تفعله كل صباح هو أَكلُ ضفْدعةٍ حية، فإنك ستكون راضيًا طوال اليوم لأنك تعرف أن هذا سيكون أسوأ شيء يحدث لك طيلة النهار، وإذا كان عليك أكلُ ضفدعتين، فابدأ بالأبشع منهما!). الضفدعة هنا رمزٌ لواجبك الأكبر والأهم والأصعب، وهي المهمة التي لها الوَقع والأثر الإيجابي العظيم على حياتك ونتائجها الحالية أو المستقبلية. ولِتَكون واضحًا في أهدافك وترتيب أولوياتك هناك عدة طرق منها ما جاء تحت عنوان (هيِّئ الطاولة) من خلال عدة خطوات: الأولى: أن تُقَرِّر ما تريده بدقة بقرارك وحدك أو باستشارة غيرك ممن تثق به. الثانية: سَجِّل أهدافك بالكتابة؛ فالتفكير على الورق يبلور الأهداف، ويعطيها الشكل الواقعي الملموس. الثالثة: ضَعْ حدًا زمنيًا نهائيًا لإنجاز هدفك. الرابعة: اكتب قائمة بالوسائل التي ترى أنها السبل الناجحة لتحقيقه. الخامسة: نظم قائمتك لتكون خطة عَمَل حسب الأولوية والتتابع الزمني. السادسة: نَفِّذ خطتك على الفور وافعل شيئًا ما (أي شيءٍ) لتعلن انطلاق البداية الفعلية. السابعة: وطِّد العزم بأن تَفعل شيئًا ما كل يوم باتجاه تحقيق هدفك الرئيس. عزيزي قارئ هذه السطور بما أننا نعيش على بُعْد أيام من بدايات السنة الهجرية ؛ لعلك تتفضل الآن فتأخذ ورقة، وتكتب عليها عشرة أهداف تود إنجازها في هذه السنة، (بَيْن قَوْسَين:هل أخذت الورقة وكتبت؟! فضلاً حَاولْ!!)، بعد ذلك استرجع قائمة أهدافك، واختر واحدًا منها بحيث إذا أنجزته ستحصل على أعظم تأثير إيجابي في حياتك. ومهما كان ذلك الهدف اكتبه في ورقة مستقلة، ثم حدد فترة زمنية لإنهائه، مع وضع الخطة، وابدأ بتنفيذها، وافعل شيئًا ما في كل يوم على حِدَة إلى أن تصل إلى هدفك؛ فمن الأخبار السارة هي أن كل دقيقة تمضيها بالتخطيط توفر عليك عشر دقائق عند التنفيذ. ومن المُسَلَّمات: أن الإفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق بين الناجحين والفاشلين في هذه الحياة ، وهي التي تساهم في نجاح الإنسان في صناعة نفسه ؛ وبالتالي أسرته ومجتمعه . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة تويتر : @aaljamili