انطلقت العروض الخاصة بمسرحية «الملك لير» على مسرح «كايرو شو» في القاهرة، رواية شكسبير التي لا يكاد يمر عامين إلا ويتم تجسيدها على أحد مسارح العالم، ها هي تتألق على مسارح الوطن العربي، وستُعرض قريباً ولأول مرة في جدةوالرياض، لتكون أول رواية أدبية تنطلق معها تجربة المسرح الكلاسيكي هنا بعد سلسلة من التجارب المسرحية الكوميدية السابقة. لماذا الملك لير؟! يقول النجم الكبير يحيى الفخراني بطل المسرحية، وصاحب فكرة تقديمها مترجمة باللغة العربية على مسارح مصر والشرق الأوسط، «رواية الملك لير ليست رواية عادية، فهي لا تتحدث عن العقوق فقط، بل عن كافة المشاعر الإنسانية، ولهذا لطالما كانت جاذبة لي كممثل وعاشق للفن والمسرح, فاخترتها بأنانية الفنان الذي يريد أن يستمتع ليُمتع». أما النجم فاروق الفيشاوي, والذي يشارك الفخراني بطولة العرض, فأكد أن سبب موافقته على المشاركة يعود إلى أنه وجد نفسه داخل دائرة يحبها ويفضلها، بسبب الاحترام المتبادل والثقة في النجاح، وتابع: «كانت تغازلني هذه الثقة بسبب معرفتي بيحيى الفخراني لمدة أربعين عاماً منذ أن قدمنا سوياً كطلبة عرضاً على مسرح الجامعة وقتما كان هو طالباً في كلية الطب وأنا طالب في كلية الآداب وهي ذكرى لا يعرفها الكثيرون أسترجع حلاوتها الآن, وأيضاً عملي مسبقاً مع المنتج والمخرج مجدي الهواري ومخرج «الملك لير» الذي كان اكتشافنا جميعاً تامر كرم، وهو مفاجأة هذا العرض الفعلية». المنتج مجدي الهواري اعتبر أن المتعة هي سبب موافقته على هذه المغامرة رغم صعوبة القرار ولكنه لم يفكر كثيراً. فلقد أكد أنه درس الفكرة ووافق عليها بعد أقل من دقيقة من عرض النجم يحيى الفخراني لها عليه، واصفاً إياه بالمنتج الواعي، وتابع الهواري قائلاً: «كنت كلما تذكرت حجم المتعة التي سأشعر بها من إنتاج هذه المسرحية بالذات تفاءلت أكثر، ولم أتردد للحظة، بل اجتهدت وفعلت كل ما يجب فعله وذكرت نفسي أن الاجتهاد نص العبقرية، ولذلك ولكي ينجح العرض فيجب أن يكون هناك فريق متكامل يتناسب كل شخص به مع مهمته، وهذا ما جعل العمل والكواليس بهذا الانضباط والدقة والاحترافية، لأن هناك أكثر من 150 شخصا غير الذين نراهم على المسرح، يعملون من أجل نجاح المسرحية، وطبعاً إيماني بنجاح العمل لم يأت من فراغ، فهناك جيل واع مثقف ينتظر باهتمام على منصات العرض كمنصة (نتفلكس) ليتابع أعمال ك (game of thrones) بسبب ما يشعرون به من متعة عند مشاهدة هكذا أعمال مصنوعة بشكل جيد على مستوى الفريق، النص، الإضاءة، التقنية، الإخراج، الديكور، وهو بالضبط ما نحتاجه لإعادة المسرح في الوطن العربي كما يحدث في أوروبا، هم فقط يعرفون كيف يصنعون المتعة وهذا ما نحاول عمله هنا». «الملك لير» من مصر إلى السعودية: من المنتظر أن تستضيف مدينة جدة مسرحية «الملك لير»، ومن ثم تنتقل إلى مدينة الرياض ليتم تقديمها لعدة ليال أيضاً، وبرغم أن هذه هي المرة الأولى التي تستضيف بها المملكة عرضاً كلاسيكياً من رواية أدبية عالمية، إلا أن مجدي الهواري متفائل للغاية، حيث عاد قريباً من السعودية بعدما جاء إليها ليقف على كافة التحضيرات, حيث قال: «التجهيزات التي أراها في السعودية للمسرحية على أرض الواقع, و بالإمكانيات الموجودة والوعي الثقافي الموجود لدى الشباب العامل على المشروع هناك, شيء لا يوصف ولا أراه سوى في أوروبا من ناحية التحضيرات لاستقبال أي مسرحية أياً كانت.. الجمهور والجهات المعنية مستعدين للمسرحية». أما النجم يحيى الفخراني فأكد أن الجمهور يهتم بقدر ما يضفي عليه فريق العمل وليس العكس, وتابع: «نجاح عرض المسرحية هناك يقف علينا وليس عليهم, المسرحية إنسانية للغاية وليست كوميدية, ورغم ذلك وعندما قدمت مسرحية مماثلة في الماضي على أحد مسارح أبو ظبي عايشت نجاحاً كبيراً جداً لا أنساه, ربما لأن شكسبير كاتب شعبي ولذلك هو يعرف كيف يمس الناس جيداً, الناس البسيطة أقصد وليس الطبقة الأرستقراطية, المهم أن يكون الجمهور مهيأً لهذا النوع من العروض وأن يكون المسرح مناسباً لها, وكلي ثقة أن العروض في السعودية تحديداً ستكون ناجحة جداً».