قال عبدالرحمن مهابادي الكاتب وخبير الشأن الإيراني: إن الآونة الأخيرة شهدت بدء موجة جديدة من التطورات الدولية التي تتعلق بقضية إيران وأهمها كان مؤتمر وارسو. وبعد أميركا بدأت أوروبا أيضاً موجة من العقوبات ضد النظام، الأمر الذي لم يتوقعه هذا النظام قط. مشيراً إلى أنه خلال الأعوام الماضية كان يسعى الملالي إلى اللعب على الاختلافات الأميركية الأوروبية بشأن الاتفاق النووي ليستثمروها لمصلحتهم الخاصة، ولكن الآن يبدو أن هذه المساعي من كلا الاتجاهين أي النظام الإيراني والأوربيين قد فشلت وواجهت عوائق لا يمكن إزاحتها بهذه السهولة. وأضاف مهابادي أن الأوروبيين خلال العام الماضي كانوا يواجهون موجة جديدة من إرهاب النظام الإيراني لم يستطيعوا التغاضي عنها؛ لأن انتفاضة الشعب الإيراني غيرت وضع وحالة هذا البلد والظروف الدولية المحيطة أيضاً. و تابع: "إذا قمنا بإلقاء نظرة على برنامج ال12 مادة لوزير الخارجية الأميركي السيد بومبيو في العام الماضي نرى أن التطورات الدولية أخذت تتشكل منذ ذاك اليوم بشكل جدي أكبر، وهذا الأمر أجبر الدول الأوروبية على التماشي مع هذا البرنامج. ورغم أنه في البداية أبدت الدول الأوروبية معارضتها لهذه الاستراتيجية ولكن مجرى الأحداث جعل أوروبا مجبورة على الابتعاد عن النظام". وشدد مهابادي على أن السبب الرئيس والمتجذر في هذا التحول هو انتفاضة الشعب الإيراني في الداخل التي مازالت مستمرة ولم يستطع النظام إطفاءها. فرسالة الاحتجاجات في داخل إيران واضحة وهي "يجب تغيير النظام" والموضوع ليس موضوع خلاف أو صراعاً بين صاحب عمامة بيضاء أو سوداء. الموضوع الأساس يدور حول الديموقراطية والحرية. والعالم اليوم أجاب بالإيجاب لصوت الشعب الإيراني من أجل حكومة الحرية والحكومة الديموقراطية. وأول تلك الأجوبة هو تكثيف العقوبات المميتة ضد حكام طهران. وعلى الرغم من الوضع المعيشي المزري للشعب الإيراني إلا أنهم مسرورون من معاقبة الملالي ويتمنون أن يتخلصوا من هذا النظام الخبيث والشرير في أسرع وقت ممكن. وأضاف الخبير بالشأن الإيراني أنه عشية مرور 40 عاماً على الثورة التي أطاحت بالنظام الملكي سيقوم الإيرانيون المتظاهرون في 8 فبراير بإيصال مطالب الشعب الإيراني لمسامع العالم وليعلنوا أن ثوابت ومبادئ الثورة السابقة مازالت قائمة وأنهم لن يقعدوا حتى تحقيقها. واستطرد: "سينادون بصوت واحد مع الشعب الإيراني بسقوط النظام الدكتاتوري الحاكم في إيران. وهذا إجراء ضروري ومهم في نفس الوقت لأنه بعدها سنشهد أيضاً عقد مؤتمر وارسو الذي ستشارك فيه عشرات الدول بقيادة الولاياتالمتحدة لتركيز نشاطاتهم على تغيير النظام في إيران وهذا الأمر بالطبع يعتبر خطوة نوعية في طريق دعم انتفاضة الشعب الإيراني وسيقصر من العمر المتبقي لهذا النظام". وقال مهابادي: إن إيران تمر الآن بمرحلة جديدة بعد مرور عام كامل على انتفاضة الشعب الإيراني الرامية لتغيير نظام الملالي، ومسؤولو هذا النظام لم يستطيعوا إخفاء ذعرهم وخوفهم مما يمكن أن يحدث في العام الجديد، فهم ولوبياتهم الغربيون في نفس الوقت يسعون لنشر هذه الفرضية الكاذبة بأن حرباً ستندلع في المنطقة وذلك من أجل منع الشعب الإيراني عن الاستمرار بانتفاضتهم. ويأتي هذا في حين لا يرحب أي طرف في المعادلات المتعلقة بإيران أو المنطقة بإشعال حروب جديدة. والآن وصل المجتمع الدولي لهذه القناعة بأن تغيير النظام في إيران ممكن فقط وفقط على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. ونحن شهدنا خلال العام الماضي أن ارتباط وتعاضد انتفاضة الشعب مع المقاومة الإيرانية جعل الرعب يدب بشكل عجيب في قلب نظام الملالي. وختم مهابادي بقوله: "لدى المجتمع الدولي حل واحد فقط لحل المعادلة الإيرانية. وهذا الحل هو الاعتراف رسمياً بحق ومشروعية مقاومة الشعب الإيراني من أجل إسقاط الفاشية الحاكمة، وحقهم في الحصول على الحرية التي كانت منذ البداية من المطالب المشروعة الأخرى للشعب والمقاومة الإيرانية".