رغم التصريحات الهجومية واستعراضات القوة الفارغة، بات نظام خامنئي يدرك جيداً أنه دخل في طريق مسدود مع بدء المرحلة المميتة من العقوبات الأميركية، فمنذ تاريخ 5 نوفمبر 2018 دخل النظام الإيراني مرحلة خطيرة ستنتهي بسقوطه في القريب العاجل. ويقول الخبير في الشأن الإيراني، عبدالرحمن مهابادي: إن النظام في طهران في ظل المأزق الذي يعيشه وجه شبكاته الإرهابية بتكثيف هجماتها بغية إعطاء المعنويات لقواتهم المنهارة، ولكن لا يوجد أحد يأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد لأن الوقائع والحقائق الحالية في إيران أوضح من أن يستطيع كذبهم وخداعهم أن يخفيها. وأكد مهابادي أن حكام إيران فيما يواجهون هذه الحزمة المؤلمة من العقوبات، فإنهم يواجهون أيضاً من جهة أخرى انتفاضة جماهيرية وشعبية عظيمة سيغدو عمرها عاماً واحداً مع انقضاء الشهر القادم، وهذه الانتفاضة قد زلزلت عروش الملالي مع بدايتها، وتابع مهابادي، «الآن لا يمكن إنكار حقيقة أن صورة القضية الإيرانية هي مواجهة بين قوتين متخاصمتين أي نظام الملالي ومجاهدي خلق. وبالطبع هذا الأمر ليس بجديد، لأنه منذ الأعوام الأولى لقدوم هذا النظام أعلن خميني صراحة أن عدوهم ليس أميركا، بل هم مجاهدو خلق في طهران وبقية المدن الإيرانية. ولكن ما هو مهم وجدير بالطرح والذكر هو الدور الفريد للشعب الإيراني الذي تم قمعه لمدة أربعة عقود من قبل النظام، والآن يعيش في وضع معيشي سيّئ جداً. الشعب الإيراني تعلم من خلال التجارب أن نظام الملالي ليس ذاك النظام الذي كانوا يسعون إليه بعد سقوط نظام الدكتاتور محمد رضا شاه بهلوي، ولذلك أصبح الشعب الإيراني اليوم وأكثر من أي وقت مضى مرتبطاً بالمقاومة الإيرانية التي كانت ومازالت تسعى للإطاحة بهذا النظام منذ البداية». وأكد مهابادي أنه لهذا السبب فإن حكام إيران يحسون بالخطر الشديد من موضوع ارتباط الشعب والمقاومة الإيرانية أكثر من خوفهم من القوات الأجنبية، مشدداً على أنه هذه هي الحقيقة التي جعلت من المستحيل العودة إلى وضع ما قبل الانتفاضة. ويستطرد الخبير في الشأن الإيراني عبدالرحمن مهابادي: «في ظل استعداد وجاهزية الشعب الإيراني لإسقاط دكتاتورية الملالي، وفي ظل استعداد وتجهز الظروف الإقليمية والدولية لمثل هذا التحول الكبير في المنطقة يجب الآن التأكيد على حساسية الظروف الحالية، وهذا النظام سيقترب من سقوطه الحتمي مهما قام من مساعٍ وأعمال لذلك فإن الوقت يجري بسرعة في صالح الشعب والمقاومة الإيرانية». من جانبه يقول صافي الياسري: إنه إثر انطلاق القطار الفرنسي لاقتلاع جذور الإرهاب من الأراضي الفرنسية إثر إحباط عملية إرهابية قامت بها المخابرات الإيرانية لتفجير اجتماع للمقاومة الإيرانية أواخر يونيو المنصرم، العملية التي أشرف عليها أحد دبلوماسيي النظام الإيراني وانطلقت مشتركاتها من النمسا وبلجيكا وألمانيا، حيث أحيل الضالعون فيها إلى المحاكم البلجيكية لأسباب قانونية، انطلقت مع ذلك القطار الإرادة الأوروبية في مكافحة الإرهاب الإيراني وفتحت دول أوروبا عيونها على السفارات والسلك الدبلوماسي الإيراني الذي أحاله الملالي إلى أدوات وأغطية لعمليات التجسس وتصفية المعارضة الإيرانية ، وقد لحقت الدنمارك بفرنسا في اكتشاف محاولة إيرانية لاغتيال أحد المعارضين الإيرانيين على أراضيها، وقد تنادت الدول الأوربية لدعم الدنمارك ضد إرهاب المخابرات الإيرانية واستدعت النرويج السفير الإيراني يوم الخميس بشأن مزاعم التآمر على تنفيذ عملية اغتيال شخصية معارضة في الدنمارك متورط فيها مواطن نرويجي من أصل إيراني. وقالت الدنمارك يوم الثلاثاء: إنها تشتبه في أن يكون جهاز المخابرات الإيراني قد سعى إلى تنفيذ عملية الاغتيال على أراضيها، وتدعو حالياً إلى فرض عقوبات جديدة واسعة النطاق من جانب الاتحاد الأوروبي ضد الجمهورية الإيرانية. وكانت الشرطة السويدية قد صرحت بأن مواطناً نرويجياً من أصل إيراني اعتقل في السويد في الحادي والعشرين من أكتوبر بتهمة التآمر وأرسلته إلى الدنمارك. وقالت وزيرة الخارجية النرويجية، إينه إريكسن سوريدي، في بيان: «أكدنا خلال الاجتماع على أن النشاط، الذي سلطت التحقيقات في الدنمارك الضوء عليه، غير مقبول». وأضافت :»نرى الوضع الذي تصاعد في الدنمارك يتسم بالخطورة الشديدة وأن المواطن النرويجي من أصل إيراني مشتبه به في هذه القضية.» وأوضح فين بورتش أندرسن، رئيس المخابرات الدنماركية، أن المحاولة كانت تستهدف رئيس فرع «حركة النضال العربي لتحرير الأهواز» في الدنمارك.