بعد مرور عام على انطلاقها، تستمر انتفاضة الشعب الإيراني الشجاعة ضد حكم الملالي حتى اليوم بدون توقف وكل يوم تزداد قوتها واستحكامها وتجذرها، ويقول الكاتب والمحلل الخبير في الشأن الإيراني عبدالرحمن مهابادي إن ذعر الدكتاتورية الحاكمة يزداد من الارتباط الوثيق بين انتفاضة الشعب والمقاومة الإيرانية الذي تحول الآن لحقيقة غير قابلة للإنكار في المشهد الإيراني تحت حكم الملالي. ويستخلص مهابادي نتائج هذه الانتفاضة الشجاعة في عامها الأول، مؤكداً أن معاقل الانتفاضة تحولت إلى قلب الانتفاضة النابض في أغلب نقاط إيران، مشيراً إلى إن معاقل الانتفاضة هذه هي من الشعب ومرتبطة مع المقاومة الإيرانية لتوجيه وتنظيم الانتفاضة. وعلى الرغم من أن الخطوة الأولى لمعاقل الانتفاضة هو توجيه الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة في قالب مطالب الشعب المعيشية ولكن سعة أهدافها كانت أكبر وأكثر عمقاً، وسيأتي يوم تعمل فيه هذه المعاقل بشكل مختلف ضد نظام الملالي. وكل واحد من هذه المعاقل هو جزء من جيش التحرير الشعبي الإيراني الذي هدفه هو إسقاط نظام الملالي في إيران، وتابع «إن انتفاضة الشعب تستمر بشكر مباشر ومستمر متحولة من شكل لآخر ودائماً ما تعمل كتهديد دائم لنظام الملالي. والملالي أنفسهم يعترفون بهذا وأن نظامهم مهدد من قبل الانتفاضة الشعبية». ويرى مهابادي أنه على الرغم من أن المقاومة الإيرانية في العام الماضي كانت دائماً الهدف الأساسي للأعمال الإرهابية للملالي بالتوازي مع المؤامرات السياسية ولكن تألقها كان يزداد توهجاً كما أن موقعها كممثل حقيقي وبديل ديمقراطي في المعادلات الدولية فيما يتعلق بإيران كان يزداد ثباتاً وحولت أنظار العالم على المستوى الدولي لدعم انتفاضة الشعب الإيراني، وأشار الى أن اعتقال ومحاكمة الدبلوماسيين الإرهابيين وأعضاء الفريق الإرهابي التابع للملالي في الدول الأوروبية وأميركا هو إثبات غير قابل للإنكار لهذا الموقع الذي تتحلى به المقاومة حيث إن حركة تحرير الشعب الإيراني بقيادة السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة هي الأمل الوحيد من أجل التغيير الأساسي في إيران الحالية. ومع مرور عام كامل على بدء انتفاضة الشعب الإيراني وقع نظام الملالي في مأزق مستعص لا يملك فيه مفراً للخروج منه في مواجهة أزمة السقوط. لأنه في أعقاب استمرار وتوسع الانتفاضة وذعر الملالي منها أضعف حكم الملالي وأصبح أكثر هشاشة من أي وقت مضى بحيث إن علي خامنئي ومسؤولين آخرين في هذا النظام اعترفوا مرات عديدة بالخلافات والاضطرابات في داخل النظام وانهيار قواته أيضاً. ويستطرد عبدالرحمن مهابادي «فمن جهة الملالي الحاكمون غارقون في الاختلاس والفساد وغسيل الأموال وسرقة أموال الشعب وعاجزون عن الاستجابة لمطالب الشعب ومن جهة أخرى في أعقاب العقوبات الدولية القاسية وفشل السياسة الخارجية اتجه نظام الملالي نحو القمع الشديد في داخل الحدود ونشر الإرهاب المتسع في خارج الحدود. ولكن بفضل انتهاء عصر التغاضي مع النظام والموقع الجديد للمقاومة الإيرانية في المشهد الدولي واستمرار تقدم الانتفاضة فإن الملالي لا يرون سوى تسارع التطورات والأحداث نحو إسقاط نظامهم». ويخلص مهابادي إلى أنه بالنظر إلى المشهد اليومي في إيران والشوارع المحتجة يمكن بوضوح رؤية هذا العزم المعقود للوصول للهدف النهائي. الشعب وقف ثابتاً ومصمماً والمقاومة المتجذرة والمنظمة موجودة إلى جانب الشعب بكل شجاعة فائقة ولن تستكين هذه المقاومة حتى الوصول للحرية.