قبل انتفاضة الشعب الإيراني كان أحد المواضيع المطروحة في المحافل السياسية هو كيفية إنهاء وجود نظام الملالي عن طريق قطع أذرعه خارج الحدود وعلى نحو محدد في دول المنطقة. ولكن بدء انتفاضة الشعب الإيراني في الأيام الأخيرة من عام 2017 قد حوّل هذا الموضوع كليا نحو أن طريق الحل يكمن في داخل الحدود. ويقول عبدالرحمن مهابادي الخبير في الشأن الإيراني أنه مع مضي عام واحد على بدء هذه الانتفاضة وبنظرة عامة على إنجازاتها يمكن رؤية هذا التحول بشكل جيد. فالانتفاضة في إيران مستمرة وقد زعزعت أسس النظام من خلال ارتباطها مع المقاومة الإيرانية، وقد وعت حكومة الولاياتالمتحدة ذلك قبل الجميع ورسمت سياستها واستراتيجيتها على هذا النحو. ويضيف "بالنظر للخطوط السياسية للرئيس ترمب فيما يتعلق بالتحولات الإقليمية يمكن الرؤية بوضوح أن التركيز على النظام الإيراني حيث أعلن ترمب عن موقفه في تغيير سلوك نظام الملالي. لأنهم أدركوا أن سقوط نظام الملالي هو عمل الشعب والمقاومة الإيرانية". ويرى مهابادي أن الأيام الماضية شهدت انعكاسًا واسعًا لخروج القوات الأمريكية من الأراضي السورية على وسائل الإعلام، ولكن المثير للدهشة هو الخوف الذي تملك الملالي الحاكمين في إيران من تداعيات هذا الموضوع، فهم في البداية فرحوا وهللوا واعتبروا أن هذا الأمر نصرا لهم ولكن سرعان ما تحول هذا الفرح إلى خوف وفزع! لماذا؟ يجيب مهابادي مشيرا إلى أن أحد خبراء نظام الملالي كتب موضحا أن خروج أميركا من سورية يعني التركيز على إيران: "سيتم خروج أميركا من سورية ومن ثم سيتوجب على روسيا وتركيا وإيران إخراج قواتها من سورية. وهذا الاتفاق ضار لنا" وأضاف: "يجب حتما على إيران قواتها العسكرية ترك الأراضي السورية وبهذا الشكل سيصعب علينا الوصول لحزب الله.." واستخلص في النهاية: "إن هذه الأحداث تشير بأن أميركا قد ركزت كل قدرتها على إيران وعلى تقييد طرق النفوذ السياسي الإيراني وإذا تم هذا الاتفاق سيتنهي الأمر بضرر كبير لنا" (صحيفة اعتماد 23 ديسمبر 2018) وفي آية أخرى على رعب النظام الإيراني يقول علي خرم أحد دبلوماسيي النظام السابقين: "قدوم حاملة الطائرات الأميركية لخليج فارس يحرك شكوكا حقيقة بأنه من الممكن أن أميركا تمهد لسياسات أخرى. سياسات يمكنها أن تؤدي لحوادث". مسؤولو نظام الملالي لم يخفوا ذعرهم من ارتباط انتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وأعلنوا عدة مرات بأن التهديد الأساسي لهم ليس هجومًا عسكريًا من خارج الحدود بل انتفاضة الشعب في المدن الإيرانية. حسن روحاني رئيس جمهورية الملالي في تاريخ 28 أغسطس 2018 وفي اعتراف صريح بخصوص دور انتفاضة الشعب الإيراني في إخلال توازن نظام الملالي قال: "كان كل شئ يجري على نحوه الطبيعي والعادي ولكن تغير كل ذلك دفعة واحدة في 26 ديمسبر 2017". في إشارة منه ليوم بداية انتفاضة الشعب ضد حكومة الملالي. ويختم مهابادي بقوله "ليس خافيا على أحد بأن منبع الإرهاب في العالم هو نظام الملالي الذي يهدد الأمن العالمي تحت ستار الإسلام وللأسف حتى الآن راح ضحيته مئات الآلاف من الضحايا، لذلك فإن التطورات الجديدة في العالم والمنطقة تظهر بأن الطريق الوحيد للتخلص من أزمات المنطقة والخلاص من النظام المتطرف وإرهابه هو باستهداف رأس الأفعى في طهران الأمر الذي سيتحقق على يد انتفاضة الشعب الإيراني بتوجيه من معاقل الانتفاضة. لذلك فإن دعم الانتفاضة والمقاومة الإيرانية هو مهمة شاملة وعالمية".