لم يتوقف الخوف الذي يجتاح النظام الإيراني عند المظاهرات الشعبية المطالبة برحيله، بل وصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أمر القضاء الخاضع لسلطة الولي الفقيه الحاكم في إيران بحجب تطبيق «تليغرام»، وأعلن أن على جميع مستخدميه أن يغلقوه بحيث لا يمكن الوصول إلى محتوى التطبيق، وإلا سيكونون عرضة للعقوبة. وقال المحلل السياسي والخبير في الشأن الإيراني عبدالرحمن مهابادي، إن قضاء النظام لا يخفي حقيقة أن سبب إغلاق «تليغرام» يعود إلى استخدام المنتفضين هذا التطبيق خلال احتجاجاتهم. وأضاف مهابادي أن حجب هذا التطبيق، يظهر مخاوف النظام من احتدام الانتفاضة، فضلاً عن أنه يكشف أيضاً عن خداع جناح حسن روحاني؛ لأنه في إعلان السلطة القضائية للنظام يبدو واضحاً أن الأجنحة المختلفة للنظام، بما في ذلك روحاني وشركاؤه الذين كانوا يتشدقون في السابق بأنهم مدافعون عن هذا التطبيق، كانوا مشاركين في اتخاذ القرار لحجبه، ما يثير السخرية من محاولات النظام حجب مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن النظام أدرك أن انتفاضة الشعب الإيراني لا تريد التوقف، بل تمضي قدماً في طور إثبات وتطبيق شعارات الانتفاضة، إضافة إلى ذلك فالشروط الدولية الآن في طور التواؤم مع انتفاضة الشعب، فقد أدرك حكام إيران أن المواطنين يشمئزون من النظام وعملائه والخونة، ومتى ما وجدوا الفرصة أظهروا ما يضمرونه في القلب. وأكد مهابادي أن الشعب المنتفض يدخل الآن إلى مدخل الخطوة الأخيرة من انتفاضته لتحرير وطنه من براثن نظام ولاية الفقيه، ويبحث الآن عن الأسلحة ضد الحكام المستبدين، مرددين الشعارات في احتجاجاتهم ضد هذا النظام، حيث ردد أبناء كازرون في محافظة فارس قبل أيام (ويل لكم حين نرفع السلاح)، (إذا ارتكبت خيانة ، فإن كازرون ستصبح قيامة)، كما رددوا شعارات ضد أزلام النظام الذين كانوا يهتفون دائماً (الموت لأميركا) هاتفين: (عدونا هنا – يكذبون أنه أميركا). وأردف أن محافظات أخرى في إيران شهدت أيضاً احتجاجات عارمة في الأسابيع الأخيرة للمطالبة بإسقاط النظام، الذي بدأ منذ مجيئه إلى السلطة عام 1979 بسلب «الحرية» واستمر بإبادة «الأحرار»، وقد لجأ الآن إلى سجن «تليغرام» وكل ما يخدم الشعب. واستطرد مهابادي أنه في الوقت الذي يعيش أكثر من 33 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم 85 مليون نسمة تحت خط الفقر، وأرقام العاطلين عن العمل والمدمنين والمرضى كل واحد منها تتجاوز عدة ملايين، فإن مسؤولي النظام كل منهم أصبح مليارديرا بنهب ممتلكات الناس، فهم يرفضون حل مشكلات الشعب، بل زادوا من موجة القمع والسجن والتعذيب والإعدام. وكان رئيس شرطة الإنترنت التابع للنظام الإيراني العميد كمال هادي فر قد أعلن أنه تم اعتقال أكثر من 70 ألف مستخدم للإنترنت العام الماضي. وقبله قال رئيس مجلس خبراء النظام أحمد جنتي: هذا الفضاء الافتراضي هو البلية والمشكلة التي حلت بنا. وفي وقت سابق، صرح رئيس السلطة القضائية للنظام الإيراني: لقد أصبحت الشبكات الاجتماعية في خدمة نظام السلطة ومجاهدي خلق لتدمير أركان النظام. وتابع مهابادي أن حقيقة المواقف الهستيرية للملالي الذين يحكمون إيران وجهودهم لحرمان الناس من الشبكات الاجتماعية هي أنهم لا يريدون أن يتبادل الناس المعلومات ويعرفوا حقائق الواقع في المجتمع الإيراني، إنهم يريدون من الشعب أن يسمع ويؤمن بما تقوله وسائل إعلامهم الكاذبة. ولفت إلى أنه على الرغم من أن حجب الشبكات الاجتماعية وحرمان الناس من التكنولوجيا وإمكانية الاتصال والمعلومات جزء من انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الموجودة في السجل الأسود لهذا النظام، إلا أن الانتفاضة من أجل الحرية تمضي قدماً وبوتيرة أسرع من أجل الإطاحة بدكتاتورية الملالي. وختم مهابادي حديثه قائلاً إنه في هذا المسار على المجتمع الدولي، إضافة إلى إدانة انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات وحجب «تليغرام»، أن يتخذ خطوات لمواجهة هذا التجاوز على القانون الدولي، فضلاً عن المطالبة بحرية وصول الشعب الإيراني إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات الآمنة. Your browser does not support the video tag.