هو أكثر ما عليك الخوف منه.. ألا تكون أنت الذي خلقت لتكونها، لحكمة إلهية، تتفق في المعنى من خلق البشرية، وتختلف في التفاصيل المتشكلة على هيئة مهمة.. رسالة تؤدى قبل الوداع الذي لا يعرف ميعادا. ألا تعرف من أنت، ما فيك، وما ليس فيك، ما تحب، وما تكره، ما تعتقد، وما لا تفعل، وتستمر في ذلك مقسما من غير إدراك معرفتك التامة بك، بما داخلك عليه؟ والأسوأ من هذا وذاك أن تنكر ما أنت من حقيقة بوعي أو من دون. تقول ما لا تطبق.. ما تعجز عن تطبيقه، رغم إيمانك به.. إعجابك أن صح التعبير، وتفعل ما ليس فيك، ما ليس لك، وما لن يكون يوما. فما كل ما نعجب به، نرغبه بكل رغبة الوجود يكون نحن أو قادرا على ذلك، غير أن هذا لا يمنعك من التغير، الإصلاح، الطيران لآفاق أخرى تكون مقدرة لك، متناسبة مع ما أنت عليه في أعمق أعماقك، الذي لا يمكن له إلا أن يكون نفسه، فهو قد خلق في أحسن تقويم.. تدبير من عنده، لا تدركه إلا بعد ألا تكون، مما لا يجعلك حيا ألبتة بالحياة التي تكونك قبل أن تكونها، حتى تعيش بالدهشة التي أنت عليها، ولا تراها، لكونك لم تجرب يوما شعور الخوف الذي يهرول بك للاختباء في الخزانة، تعرية الروح لرؤية كل تفصيلة من تفاصيل الأرواح الأخرى التي تسكنها من غير إعجاب، رغبة، شعور عار، ندم على ذنب رسم خريطة المهمة.. الرسالة التي علينا أداؤها.. كما علينا أن نكون نحن نكون نحن!