تستضيف العلا، وللمرة الأولى، موسم فعاليات واحتفالات خاصة هذا الشتاء، حيث ينطلق مهرجان شتاء طنطورة الثقافي في المحافظة، التي تمثل متحفًا نابضًا مفتوحًا للفنون والثقافة والتراث والمدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. وباعتبارها موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية وملتقى العديد من الحضارات على مر عصور متعاقبة، يأتي برنامج مهرجان شتاء طنطورة انعكاسًا لهذا الإرث العريق والممتد لآلاف السنين وليستعرض أمام العالم عمقها التاريخي والحضاري الذي يقف شاهدًا على تطور مجتمع العلا منذ القدم في العديد من المجالات التي ارتبطت بالزراعة والفلك والعمارة. وفي هذا السياق، يقدم المهرجان فعاليات متميزة من بينها "عروض ضوئية ومشاهد طبيعية ومناسبات ثقافية وفنية" من 20 إلى 27 ديسمبر 2018، و"مهرجان المناطيد" الذي يقام من 31 يناير إلى 9 فبراير 2019، و"ملتقى الفرسان"، الذي سيبدأ يوم 1 فبراير 2019 والذي يتوج باستضافة البطولة الدولية لسباق القدرة والتحمل على كأس خادم الحرمين الشريفين في محافظة العلا لأول مرة يوم 2 فبراير 2019، وبمشاركة 80 من أفضل الفرسان. وعلى امتداد مهرجان شتاء طنطورة، تحتضن العلا كوكبة من أبرز النجوم من جميع أنحاء العالم، حيث تلتقي الثقافات وتمتزج الفنون من الشرق والغرب عبر مناسبات ثقافية وفنّية تقام خلال عطلة نهاية كل أسبوع، يطل خلالها على الجمهور عمالقة الفن والطرب العرب والعالميين؛ من بينهم فنان العرب محمد عبده الذي يلتقي جمهوره مساء يوم 21 ديسمبر. وملاك الطرب العربي ماجدة الرومي مساء 28 ديسمبر، وعازف الكمان رينو كابوسون في 4 يناير، وأسطورة التأليف الموسيقي المعاصر، الموسيقار المصري الحائز على العديد من الجوائز العربية والعالمية عمر خيرت مساء يوم 11 يناير، وفي مساء يوم 18 يناير يطل على الجمهور أحد ألمع النجوم المعاصرين في فضاء الموسيقى الكلاسيكية على مستوى العالم، عازف البيانو الصيني العالمي لانج لانج، الذي سيقدم مقطوعات من روائع الموسيقى العالمية، ويتوسط تلك الأمسيات الطربية حفل أسطوري يقام في يوم 25 من يناير تتداخل فيه التقنيات المستقبلية مع عراقة الماضي والطرب الشرقي الأصيل، حيث تطل على الجمهور كوكب الشرق أم كلثوم بتقنية الهولوغرام (التصوير التجسيمي) الذي تتجسد من خلاله أم كلثوم في صورة حية ثلاثية الأبعاد في الأمسية السادسة، لتعود بالجمهور إلى زمن الطرب الجميل بكلمات وألحان خالدة لطالما أطربت مسامع الجمهور شرقًا وغربًا، وتعد اليوم تراثًا فنيًا إنسانيًا تزخر به المكتبة العربية والعالمية. وفي 1 فبراير، سيتصدر المشهد مطرب الأوبرا ومؤلف الأغاني والعازف الإيطالي العالمي، أندريا بوتشيلّي الذي سيحيي أمسية رائعة يطرب بها مسامع الجمهور بصوته الأوبرالي الشجي. ويكون مسك ختام مناسبات نهاية الأسبوع مع حفل يتألق خلاله الملحّن والعازف الدولي الشهير الحائز على العديد من الجوائز العالمية "ياني"، وذلك في مساء يوم 8 فبراير. وتتميز العلا في هذه الفترة من العام بطقسها المعتدل وأجوائها المنعشة، ما يجعلها الموسم الأمثل لزيارة المحافظة والاستمتاع بمهرجانها الثقافي وأجوائها الساحرة. وبالإضافة إلى ذلك، سيستقبل أهالي العلا ضيوفهم بمزيد من الترحاب وكرم الضيافة المعهودة عنهم ليصطحبوهم في جولات استكشافية للتعرف إلى عجائب وآثار وحضارة تلك المنطقة التاريخية المهمة، التي تأتي (الطنطورة) كواحدة من أبرز معالمها، والتي اعتمد عليها المزارع القديم لتحديد مواعيد الزراعة وتغير فصول السنة، حيث ارتبطت فيها العادات والتقاليد والاحتفالات التراثية بالنشاط الزراعي لمجتمع العلا قديمًا. تبرز (الطنطورة) صامدة بشموخ في البلدة التراثية في محافظة العلا، وهي مزولة شمسية على شكل مسلة أو ساعة شمسية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي للقرية، تظهر للزائر بشكل واضح على مدخل القرية الشرقي المسمى "سوق الدرب" ووظيفتها الرئيسة تحديد دخول فصول السنة، وتوزيع مياه العيون لري وسقاية المزارع نهارا، وهي عبارة عن بناء حجري هرمي يتميز بالدقة الهندسية، ولها في الجهة المقابلة حجر يتم القياس عن طريقه بحسب ميلان الشمس لمعرفة فصول السنة والأوقات. ويمكن لعشاق الآثار خوض رحلة عبر الزمن إلى الماضي، بزيارة المواقع الأثرية في محافظة العلا، والتي يتم العمل على ترميمها وتجديدها حاليًا، وستتاح لضيوف مهرجان شتاء طنطورة (زيارة المناطق الأثرية والتراثية المغلقة للترميم) حصريًا. وتوفر تلك المواقع لمحات مبهرة عن تاريخ العلا العريق وكذلك الفرصة للتأمل في سماء صافية تتلألأ بالنجوم والتعرف إلى الكثير من الحقائق التاريخية والعلمية المرتبطة بالفلك. كما يتاح بالقرب من الموقع خيارات متعددة لأشهى المأكولات والمشروبات. إطلاق اسم «الطنطورة» على المهرجان