هل يمكن اعتبار تصميم الأزياء فناً؟ هل ارتباط الأزياء بصرعات الموضة يجعلنا نستبعدها من قائمة الفنون؟ لكن أليست الفنون نفسها تخضع للموضة؟ اسألوا الفنانين التشكيليين، سترون أن الفن مهما كان رفيعاً فهو يخضع للموضة، ربما ليس بنفس السرعة التي تخضع لها الأزياء أو الأمور الحياتية الأخرى، لكن هناك موضة لكل أنواع الفنون. أثارت عندي هذه الأسئلة مشاهدتي لبرنامج المسابقات بروجكت رنوي، لا يمكن أن يكون ذلك سوى فن. ولا أعرف من الذي قسم الأمور فجعل الرسم والتشكيل والنحت والموسيقى فناً جميلاً بينما الأزياء والديكور فناً تطبيقياً. بالنسبة لي كلها فن رفيع، جميل حسب الترجمة التي اعتمدها العرب للفن الرفيع. ربما لهذا السبب ولأنني أبحث عن الجمال في كل مناحي الحياة، يهمني جداً أن ينظر الإنسان حوله فيرى الجمال في كل شيء، سواء في المنزل الذي يعيش فيه أو الملابس التي يرتديها. ويهمني أن يرتقي ذوق الناس وإحساسهم بالفن في ما يرتدونه، وأعتقد أن هذا سيكون مخرجهم من البحث عن الغالي بغض النظر عن قيمته الجمالية. الفن الجميل نفسه لم يعد يعتمد على الجمال، أصبح لدينا الفن المفاهيمي الذي لو لاحظتم ستجدونه في أغلبه ليس جميلاً وربما لو اعتمد على تقديم الجمال لخرج من قائمة الفن المفاهيمي. لذلك أتمسك برأيي بأن تصميم الأزياء فن رفيع، المصمم يضع رؤيته للقطعة التي يصممها، وينفذها بأفضل طريقة توصل فكرته، هذا بالضبط ما يفعله التشكيليون. وبنفس الطريقة التي تنتقد بها اللوحة يطبق ذلك على الزي الذي أخرجه مصمم الأزياء. ما الذي يجعل إذاً الفنان التشكيلي أعلى قيمة من المصمم؟ أريد أن أقنع الناس أن عليهم أن يهتموا بالملابس التي يشترونها، بنفس الطريقة التي يهتمون بها باللوحات التي يضعونها على جدران منازلهم، أن يعتبروا أنفسهم لوحات تسير، أليس ذلك بديعاً؟ يفعل الناس ذلك من دون شعور، وأحاول أن أنقل ذلك من لا وعيهم إلى وعيهم، أحاول أن أجعلهم يعتمدون على حسهم الجمالي عند اختيار ملابسهم. كما في كل الفنون يتأثر تصميم الملابس بأنواع الفنون الأخرى، يتأثر تحديداً بالفن التشكيلي أكثر من الفنون الأخرى. أعرف أن تصميم الأزياء لدينا فن مبتدئ، لكن مقارنة بالعالم كل الفنون لدينا مبتدئة. وأحلم أن أرى مصمماً متأثراً بكبار الفنانين لدينا، أن أرى فستاناً مستوحى من لوحة للرضوي أو شيخون أو إدريس أو صبان أو أحد الأسماء الكبيرة في عالم التشكيل. أليس ذلك بديعاً؟