تعمل سيدة الأعمال عائشة العتيبي في الكثير من مجالات الأعمال التجارية، وتجمع في أجندتها بين العمل في مجال المقاولات، ومجال الدعاية والإعلان، إضافة إلى تجارة المجوهرات، ولكن لم يمنعها ذلك من تخصيص وقتها لمعشوقها التصميم كما تحب أن تلقب بذلك. وهذا التنوع في مجال الاستثمارات والأعمال التجارية جاء لإيمانها بالمثل الفرنسي «لا تضع البيض في سلة واحدة»، لذا أرادت التنوع مسلحة بالعلم لدراستها تخصص إدارة الأعمال في الجامعة. وبالعودة لعشق تصميم الأزياء، فترى أن حبها وموهبتها جعلا منها مصممة من الطراز الأول، تعرض في «باريس» بلد الموضة والأزياء كما يفعل أشهر المصممين، وتؤكد في حديثها إلى «الحياة» أن المصممة السعودية قادرة على المنافسة وبقوه بتقديم منتجات عالمية، لأن تصميم الأزياء موهبة وليس حرفة تمتهن. وتقول: «تعد الأزياء المنطلق الأول والرئيسي لدخولي المجال التجاري، وكل شيء له علاقة بالفن والخطوط التي تجعل من الصامت شيئاً متكلماً، إضافة إلى أن مجال الأزياء يعد من أفضل الاستثمارات، فهو عالم متجدد ومتميز». وتضيف: «إن ما يميز تصاميمنا هو تفهمها لطبيعة مجتمعنا وهي مستوحاة من القرن الخامس عشر، الذي كان اللبنة الأولى لانطلاق الأزياء عالمياً، بحلة جميلة كانت مخصصة في اقتناء التصميم بشكل فردي، لذا أحببت أن أعيد هذا الزمن بعراقته ومزجه بإحكام مع تراثنا السعودي». ونوهت بأنها لا تعتمد على مدرسة بحد ذاتها في مجال التصميم، بل تفصل تجسيد القطع «التصاميم» على الجسد البشري، وهذا جعلها تتلقى عروضاً من دور أزياء عالمية للمشاركة في التصميم كمصممة أولى منذ أربع سنوات مضت. وتزيد: «أسعي للوصول إلى العالمية بطريقة مختلفة، من خلال إطلاقي في الفترة المقبلة لماركة ملابس سعودية، أهدف من خلالها إلى الرقي لتقديم تصاميم لملابس تجمع بين الرقي والخطوط الشرقية الخليجية البحتة». وتوضح أن عشقها لمجال الأزياء بدأ معها منذ الصغر، وتقول: «أحب أن أضع لي خط إنتاج، إلا أنني تاخرت كثيراً في الفترة الماضية بسبب ارتباطي في السنوات السبع الماضية بشخصيات نسائية مهمة في دول الخليج وكذلك تصميمي للزواجات وتركيزي على مجالات أخرى تجارية وأعتقد أنه حان الوقت أن أقدم تشكيلة جديدة للمجتمع السعودي بعيداً عن الاحتكار وأن أقدم تصاميم في مناطق السعودية كافة، إضافة إلى دول الخليج». واستطردت بالقول: «في الحقيقة فإن مجال تصميم الأزياء ليس مجالاً سهلاً بل إنه يحتاج إلى رؤية وبعد نظر وذوق رفيع وكل هذه الأمور تحتاج إلى موهبة وكذلك تطوير للخروج بأزياء تنال استحسان الجميع». ونوهت باعتمادها في تصاميمها على رؤية السيدة أولاً، وقالت: «أفضل قبل البدء في تصميم أي فستان أن أرى السيدة التي سترتديه، لا سيما وأنني متخصصة في إخفاء عيوب الجسد بشكل جيد، وبالتالي فإن رؤيتها توحي لي بالفكرة، وأقترح عليها سواء كانت سيدة أم عروس كيفية لباسها وتصميم فستانها، وهذا أسهم في نيل تصميماتي استحسان السيدات اللائي أقوم بالتصميم لهن وبنسبة تصل إلى 95 في المئة». وأشارت إلى أن طول المرأة وحجم جسدها إضافة إلى لون بشرتها وتقاسيم وجهها تلعب دوراً كبيراً في التصميم ومدى ملاءمته للسيدة التي سترتديه». وتؤكد العتيبي أن المصممات السعوديات يملكن حساً وموهبة كبيرة وخلابة ولهن قدرة على التفوق في هذا المجال بشكل كبير ومميز وتقديم كل جديد وفق العادات والتقاليد ودون الخروج عن المالوف فلدى السعوديات قدرة ونكهة خاصة في لباسهن على عكس أي سيدة أخرى في منطقة الشرق الأوسط على رغم أن السعودية بلد كبير وتختلف الثقافات من منطقة إلى أخرى إلا أن النظرة في الأزياء وتطور الموضة والذوق متوافر لدى السعوديات بشكل عام بعيداً عن ما يتميزن به من ذوق وأناقة وجمال تساعد في إضافة جمالية للأزياء والفستان. وتمنت أن يكون هناك أكاديمية أو جامعة سعودية تتبنى مسألة تصميم الأزياء وأن تبحث عن الموهوبات في هذا المجال بعيداً للخروج بمنتجات فريدة من نوعها تحظى باهتمام كثير من المتابعين وتجذب السيدات، خصوصاً وأن المصممات السعوديات تفوقن وبكل جدراة على المصممين العالميين في بعض التصاميم ولديهن إبداعات تحتاج إلى تبنٍ واحتضان ودعم حتى يتطور هذا المجال.