تحولت المنافسة بين المشاهير على تطبيقات التواصل، خاصة لمن يقدمون النصح وبعض الاستشارات، من الفائدة وزكاة العِلم، إلى الأكثر ابتذالاً وتفاهة، في محاولة منهم الحصول على أكبر عدد من المتابعين، دون النظر إلى خطورة ما يقدمه من محتوى قد يحاسب عليه بعضهم، ويستدعى إلى القضاء بشكل مفاجئ، ما قد يدمر حياتهم الشخصية سنوات لاحقة، والسبب «سناب شات» أو «إنستجرام»!، وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم أن تطبيقات التواصل أنجبت مشاهير من كل حدبٍ وصوب دون أن نجد سببا مقنعا لتلك الشهرة، إلا أنها أيضاً فضحت خفايا حياة كثير من المشاهير وغيرهم، فأصبحت الشهرة عبر هذه التطبيقات من الفائدة إلى يوميات لل «هياط» والمجاهرة بالمعصية، والترويج لأفكار مغلوطة عن عالمٍ يختلف عن الواقع الحقيقي. وهنا نقول إن مشاهير مواقع التواصل محاسبون كأي شخص آخر، وأن ما يقدمونه من محتوى يجب أن يكون مناسبل لكل الفئات العمرية، وإلا فهم ليسوا بمنأى عن المحاسبة، حيث إن الفكرة الرائجة عند مستخدمي «سناب شات» بالذات أن بإمكانهم قول ما يشاؤون دون ضوابط، ولكن وبحسب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، فكلام الشخص المشهور وغيره محسوب عليه حتى إن كان مقيما خارج السعودية، وعند عودته ستتم محاسبته، سواءً كان مجاهرًا بالمعصية أو ممارسا لأي أمور مُجرَمة هنا. وبحسب الأدلة والقرائن في حال ثبوتها، تصل العقوبة - حسب المادة السادسة في الفقرة الأولى من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية - إلى السجن خمس سنوات، وغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال في حال كانت الإساءة كبيرة، وهو ما ينطبق أيضاً على المتابعين من أشخاص عاديين ممن يقومون بالتطاول على أشخاص بعينهم، وإنه يجد في قرارة نفسه أن من حقه سب وشتم من يريد وإثارة الرأي العام، فأي شخص يقوم بالرد على أي إنسان في العلن والتشهير به، يستطيع إقامة دعوى السب والشتم، إضافة إلى الجريمة المعلوماتية البحتة. لذلك فتطبيقات التواصل لا تمنح الحق لكائن من كان لينشر محتوى يخص غيره، أو يتطاول عليه بالسب والقذف، أو يشهر به، أو يسيء للمجتمع، وأسلفنا القول، وبحسب الفقرة الأولى بالمادة السادسة بنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، الذي تم وضعه منذ عام 1428ه، فالسب والشتم والقذف والإساءة للمجتمع كلها جرائم كبرى، قد تتسبب في الإيقاف الحالي لمرتكبها بالسجن. نحن في عالم القانون، وكمحامين دورنا بالتوعيه ومخاطبة شركات الاتصالات لدينا في السعودية، والمتمثلة في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بأن هناك ضرورة توعوية للمجتمع تجاه هذه الجرائم عبر بث رسائل تفصيلية، توضح بُعد الجرائم الإلكترونية وعقوباتها وغراماتها، وما إلى ذلك. Your browser does not support the video tag.