إعلام الأندية نشاط أساسي في الهياكل التنظيمية للأندية، المشكلة ليست في وجوده وإنما في المفهوم والمهام والخطاب الإعلامي، المشكلة في حرية غير منضبطة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.. معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري؛ تطرقتم في الحوار مع الأستاذ عبدالله المديفر إلى موضوع الإعلام الرياضي، حين سمعت رأيكم في هذا الموضوع، وجدت من المناسب تفعيل هذا الموضوع بالرجوع إلى مقالات سابقة حاولت فيها تشخيص واقع هذا الإعلام وتقديم مقترحات تطويرية. كتبت عن الإعلام الرياضي عدة مقالات أشرت فيها إلى أن إعلام الأندية خرج من حدود الإثارة إلى منطقة التعصب. وحيث تطرقتم في الحوار المشار إليه إلى الحرية المنضبطة فإن الإعلام الرياضي وتحديدا (النقد الرياضي) يمارس فوضى أوصل التعصب الرياضي إلى مستوى لا يمكن السكوت عليه. هذا رأي لا يأتي من فراغ، هو واقع مشاهد ومسموع ومقروء عبر وسائل الإعلام والاتصال المختلفة. التعصب مرض فكري من أعراضه إنكار الحقائق، والتشكيك في الانجازات، وشيطنة النجاح، وتوجيه الاتهامات، وغياب الموضوعية، بهذه الأعراض أصبح النقد الرياضي بلا فائدة لأن الآراء والأفكار والمقترحات تأتي تحت تأثير الميول للأندية، هي انحياز للأندية وليس للحقيقة أو الأنظمة، ينتج عن ذلك تناقضات وطرح سطحي ومناكفات ساهمت ولا تزال في نشر التعصب والتشويه وتضليل الجمهور الرياضي، وغياب الدور الإعلامي الاستراتيجي المستند إلى تقييم علمي ونقد موضوعي. الذين يدافعون عن الإعلام الرياضي يستندون إلى فكرة أن الإثارة عنصر مهم في عالم الرياضة، هذا صحيح ولكن من قال إن من شروط الاثارة نشر الشائعات والأكاذيب وانكار الحقائق، وتوجيه الاتهامات، واللجوء إلى نظرية المؤامرة. لتفسير كل الأحداث. نعم الإثارة مطلوبة ولكن هناك فرق كبير بينها وبين التعصب. نعم إعلام الأندية مهم ولكنه يحتاج إلى مفهوم جديد وأهداف مختلفة وفكر يعبر عن ثقافة الأندية واستراتيجياتها، وطرح علمي يوثق إنجازاتها في المجالات الرياضية والاجتماعية. أعود للمقالات التي كتبتها في هذا الموضوع، أشعر من كثرتها أنها كانت مكررة ومملة، سبب التكرار هو التفاؤل بأن تجد تفاعلا من الجهات ذات العلاقة، ولعلكم تجدون فيها بعض الفائدة لغرض التطوير. اسمح لي معالي الوزير أن أشير إلى عناوين بعض المقالات التي كتبتها عن هذا الموضوع في جريدة الرياض: _ الإعلام الرياضي، متى يتطور. _ في الرياضة، انتظار الحقائق والتطوير. _ الوسط الرياضي وفوض الاتهامات. _ إعلام الأندية الرياضية. _ النقد الرياضي، الدور المفقود. _ لجنة لتطوير الإعلام الرياضي. _ التعصب يولد التناقض. _ المنتخب والإعلام الرياضي. _ نقد أم توزيع اتهامات. _ لوزارة الإعلام مع التحية. معالي الوزير، لعلكم تتساءلون عن سبب تكرار الكتابة عن هذا الموضوع وعدم التوقف والاستسلام، السبب هو أن واقع الإعلام الرياضي لا يتفق مع مكانة المملكة ورؤيتها ولا يواكب ما يحدث من تطوير شامل. قررت أخيرا أن أتوقف لكن حديثكم عن هذا الموضوع في الحوار المشار إليه أعادني من جديد بنظرة متفائلة. الحديث عن سلبيات إعلام الأندية سببه واقع يحتاج إلى تطوير، ليست المشكلة في وجود إعلام الأندية كفكرة ونشاط، المشكلة أن هذا الإعلام اخترقته فئة من المشجعين وصفوا بأنهم نقاد، لكن واقع هذا النقد الصادر من بعض إعلامي الأندية هو أنه نقد غير موضوعي وبالتالي فهو غير مفيد لا للأندية ولا للمشروع الرياضي. إعلام الأندية نشاط أساسي في الهياكل التنظيمية للأندية، المشكلة ليست في وجوده وإنما في المفهوم والمهام والخطاب الإعلامي. المشكلة في حرية غير منضبطة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. لقد تضمنت مقالاتي المشار إليها مقترحات لتطوير الإعلام الرياضي ونبذ التعصب بهدف تعزيز الروح الرياضية والتنافس البناء دون إخلال بعنصر الإثارة الذي استخدمه البعض بطريقة خاطئة.