ضمن الجهود التي تتبناها الجهات الخيرية بالمملكة العربية السعودية قامت «الرياض» بتغطية المناشط التوعوية والتثقيفية التي تقوم بها «جمعية هدية عالم» التي تهدف إلى التعريف بالدين الإسلامي، وتاريخ وثقافة المملكة وإبراز الهوية الوطنية موجهة للزوار والسياح والمقيمين بالداخل من مسلمين وغير مسلمين، من خلال برامج نوعية وفريق مؤهل وشراكات فعّالة، وتعد جمعية هدية عالم من الجهات الخيرية التي تتولى جانبا من هذه الجهود. «الرياض» التقت نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية ناصر بن حسين الذي تحدث عن سعي الجمعية إلى تقديم رسالة الإسلام السمحة والتعريف بثقافة المملكة وإسهاماتها في تعزيز التواصل الثقافي والديني بين المملكة العربية السعودية وزوارها، ما يعكس صورة إيجابية عن الإسلام والثقافة السعودية، وفيما يلي نص الحوار. تعزيز التواصل * ما الرسالة والأهداف والباقات التعريفية التي تنطلق منها جمعية هدية عالم؟ * جمعية هدية أهلية مرخصة من المركز الوطني للقطاع غير الربحي، ورسالتها تعريف زوار المملكة العربية السعودية بدينها وتاريخها وثقافتها وتبرز هويتنا الوطنية، عبر برامج نوعية وفريق مؤهل وشراكات فاعلة، وأهدافها تقديم المعلومة الصحيحة عن تاريخ وثقافة المملكة، والتعريف برسالة الإسلام السمحة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، والباقات التي تطلقها الجمعية هي: الهدية، الجولة الثقافية، جولة جامع الراجحي، جولة جامع الشافعي، اليوم الثقافي السعودي، يوم في رمضان، كل ذلك لأجل تقديم رسالة الإسلام السمحة للزوار من خارج المملكة، وكذلك المقيمون بالداخل وتعريفهم بتاريخ وثقافة المملكة العربية السعودية، وإبراز الهوية الوطنية السعودية من خلال برامج متنوعة، وتعزيز صورة المملكة وخدمة الإسلام من خلال عدة مبادرات، أبرزها تقديم الهدايا الثقافية والدينية التي تحمل رسائل ثقافية ودينية لتعزيز التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة، وقد بلغ عدد الأشخاص الذي تمت استضافتهم خلال 14 عاما أكثر من 160,000 شخص من أكثر من 30 دولة عالمية. برامج نوعية * كيف تعرّف الجمعية بثقافة المملكة؟، وما أبرز جهودها لخدمة الدين الإسلامي الصحيح؟ * جمعية هدية عالم تهدف إلى تعريف زوار المملكة بدينها وتاريخها وثقافتها، وإبراز الهوية الوطنية من خلال برامج نوعية وفريق مؤهل وشراكات فاعلة، وتسعى الجمعية إلى تقديم صورة مشرقة عن الإسلام والثقافة السعودية عبر عدة برامج، منها برنامج الهدية، ويهدف إلى بناء جسور التواصل مع الزوار من خلال تقديم هدايا تعكس الثقافة السعودية وتترك انطباعًا إيجابيًا، والجولة الثقافية، حيث تأخذ الزوار في رحلات إلى مواقع تاريخية وثقافية، مثل قصر المصمك، لتعريفهم بعمق التاريخ السعودي، وجولة جامع الراجحي الكبرى لتُعرّيف الزوار على معالم المسجد ودوره في المجتمع، مع تسليط الضوء على العمارة الإسلامية المميزة، واليوم الثقافي السعودي، الذي يُقدَّم للزوار تجربة متكاملة تتضمن القهوة العربية، عروضًا عن تاريخ المملكة، وتجربة الزي السعودي، بهدف تعزيز فهمهم للثقافة والعادات السعودية، ومن خلال هذه البرامج، تسهم الجمعية في تقديم رسالة الإسلام السمحة والتعريف بالثقافة السعودية، مما يعزز من فهم الزوار للدين الصحيح وقيم المجتمع السعودي، كذلك نحرص على تعريف الزوار والسياح كيف أن المملكة دولة تمتد جذورها في عمق التاريخ، فهويتنا الوطنية التي نعتز بها اليوم شكّلها انتماؤنا لديننا وارتباطنا بإرثنا الحضاري والثقافي العربي والإسلامي الذي تكوّن على مر الزمان على هذه الأرض، نحن بحاجة ماسة إلى عرض أنفسنا للعالم وتقديم رسالتنا التي روحها وحياتها الإسلام بسماحته وعظمته وجماله، ملايين من البشر يأتون لزيارة هذه البلاد لأغراض مختلفة ثم يغادرونها دون أن يعرفوا شيئا عن دينها وتاريخها وثقافتها وكرم أهلها ونبلهم. انشراح صدر * ما المواقف التي أثمرت عن جهودكم طوال 14 عاما؟ * المواقف كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ففي اليوم الأول من رمضان لهذا العام 1446ه، حضرت اليابانية ميساتو ضمن جولة سياحية للتعرف على المسجد ومعالمه، ولم تكن تعلم أن هذه الزيارة ستغير مسار حياتها للأبد، استمعت ميساتو بشغف إلى شرحٍ عن المسجد والإسلام وتأملت في رحابة الدين وسماحته، حتى انشرح صدرها للنور، وأعلنت إسلامها بعد صلاة العصر، لتنضم إلى قوافل المهتدين الذين كتب الله لهم الهداية في مواسم رحمته، لكن العجب لم ينتهِ هنا، فبعد مغرب ذلك اليوم، وبينما كانت ميساتو وقبيل نهاية جولتها بجامع الراجحي وهي تعيش لحظات دهشتها وفرحتها بالإيمان، وشاء الله أن تكون سببًا في هداية شابين آخرين كانا من ضيوف الجولة في برنامج يوم في رمضان؛ أحدهما من جنوب إفريقيا والآخر من الصين، فبلغةٍ بسيطة، وبقلب امتلأ بحلاوة الإيمان رغم أنها لم تسجد لله بعد، حيث أخبرتهم ميساتو اليابانية أنها أسلمت للتو، وأفهمتهم سهولة الدخول في الاسلام، وأرشدتهم على كيف يصبح المرء مسلماً، وفي هذه الأثناء أبدى الشابان رغبتهم للدخول للإسلام بعد مغرب ذلك اليوم، هنا أعاد مرشد جمعية هدية عالم شرح كيفية الدخول للاسلام وأسلما في تلك اللحظة، والموقف المؤثر أيضا أن أحد زوارنا هو الأميركي «جيمس» 71 سنة، الذي بعد 25 سنة قضاها في السعودية، لأول مرة يدخل المسجد في حياته وكان ذلك في رمضان، ولم يخرج منه إلا مسلما، كما زارنا البرازيلي آنسيليو برفقة زوجته في برنامجنا يوم في رمضان بجامع الراجحي وتعرف على المسجد وشاركوا معنا في الإفطار ثم أعلنت زوجته الإسلام، ونحن نتحدث معه أخبرنا بمحبته الشديدة لمكة «وأنه وشم ذلك على عضده» وأنه أسلم قبل شهرين تقريباً وغير اسمه إلى موسى، كما فرح عندما أخبرناه بتكفلنا بعمرته وزوجته وطفله الذي ببطن زوجته بعد عودته من السفر بعد شهر -بإذن الله-، حيث لم يسبق له أن زار مكة. أجانب في زيارة للمصمك