أعلن الجيش السوداني السبت أنه استعاد عددا من المباني المهمة وسط الخرطوم، من بينها المصرف المركزي، من قوات الدعم السريع، غداة استرجاع القصر الجمهوري. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله في بيان: "حققت قواتنا مزيدا من النجاحات ليلة أمس ، حيث قضت على المئات من عناصر المليشيا التي حاولت الهروب من خلال جيوب بوسط الخرطوم ، كما أحكمت سيطرتها على (...) بنك السودان" من بين أبنية أخرى. ويأتي ذلك غداة استعادة الجيش السوداني القصر الجمهوري من قوات الدعم السريع التي ردت باستهداف المجمع بطائرات مسيّرة. وسيطر الجيش السوداني، على القصر الرئاسي ومنطقة وسط العاصمة الخرطوم بعد معارك ضارية خاضها في مواجهة قوات الدعم السريع استمرت لأيام. وظل القصر وما حوله من مواقع استراتيجية منذ أسابيع مسرحًا لعمليات عسكرية واسعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وازدادت حدة المواجهات بين الطرفين في 16 مارس الجاري عندما وصل جنود سلاح المدرعات إلى القيادة العامة،وتمكنوا من تحييد مواقع قريبة من القصر، بقطع كافة خطوط إمداد الدعم السريع في وسط الخرطوم وعزلها عن بقية مناطق انتشارها في الجزء الجنوبي والشرقي من أحياء العاصمة. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، في بيان: "في ملحمة بطولية خالدة، توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم، حيث تمكنت من سحق شراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري (رمز سيادة وكرامة الأمة السودانية) والوزارات". وأوضح أن الجيش دمّر أفراد ومعدات العدو تدميرًا كاملاً، واستولى على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة. وجدد المتحدث تأكيدات القيادة العسكرية بالمضي قدمًا في جميع محاور القتال "حتى يكتمل النصر بتطهير كل شبر من بلادنا من دنس المليشيا وأعوانها". وبثّت منصات تابعة للجيش مقاطع فيديو أظهرت لحظة اقتحام جنود الجيش للقصر وانتشارهم في المقر السيادي، كما تم عرض عدد من أسرى الدعم السريع. ومنذ اليوم الأول لبدء النزاع العسكري في 15 أبريل 2023، وضعت قوات الدعم السريع يدها على القصر الرئاسي ومجمع الوزارات وكافة منطقة وسط الخرطوم، المركز التجاري للعاصمة، حيث كانت هذه القوات جزءًا من فريق الحماية المنتشر في المؤسسات المهمة، قبل أن تعزز وجودها فيها بمزيد من القوات والعتاد مع تمدد أيام القتال. وتعرض القصر للقصف بواسطة الطيران الحربي والمسيّر التابع للجيش باستمرار، وهو ما عرضه لدمار واسع. وتمكن الجيش خلال الأشهر القليلة الماضية من تحقيق مكاسب عسكرية كبيرة بسيطرته على كامل محليات بحري وشرق النيل وأجزاء واسعة من الخرطوم وأمبدة في غرب أم درمان من قبضة قوات الدعم السريع. وقتل الجمعة، اربعة من طاقم تلفزيون السودان القومي بعد دخلوهم القصر للتغطية، بالإضافة إلى مراسلين حربيين في قصف بطائرة مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع مستهدفة المكان. وكان طاقم التلفزيون، وصل الى مقر القصر برفقة الاعلام العسكري بعد وقت وجيز من اعلان تحرير القصر، وقال وزير الإعلام السوداني خالد الإعيسر في بيان إن "المنتج والمخرج بالتلفزيون القومي فاروق أحمد محمد الزاهر، والمصور مجدي عبدالرحمن والسائق وجه جعفر أونور استشهدوا خلال أداء واجبهم واثناء تغطيتهم لمعركة تحرير القصر الجمهوري صباح اليوم الجمعة". ولاحقا تم الاعلان عن وفاة ابراهيم مضوى المخرج بالتلفزيون القومي متأثرا بجراح بليغة اصابته خلال عملية القصف بالمسيرة. ونقلت مصادر عسكرية إنه بعد هزيمة قوات الدعم السريع في القصر اطلقت القوات سرب من الطائرات المسيّرة الانتحارية التي استهدفت عددا من جنود الجيش المنتشرين في الموقع المسترد، وأفادت المصادر أن من بين الضحايا خلافاً لطاقم تلفزيون السودان القومي المقدم حسن ابراهيم والنقيب عماد الدين حسن التابعين للإعلام العسكري. ومن المفترض أن تؤدي المعركة للسيطرة على المنطقة الحكومية والاقتصادية في الخرطوم إلى تعزيز قبضة الجيش على العاصمة، ليحقق بذلك مكسبا كبيرا في الحرب المستمرة منذ عامين تقريبا بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وأعلنت قوات الدعم السريع الخميس أن المعركة للسيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم "لم تنته بعد"، مشيرة إلى أن مقاتليها ما زالوا في المنطقة. وفي الأسابيع الأخيرة، استعاد الجيش السيطرة على مساحات كبيرة من الخرطوم، من بينها بحري، المعروفة بالخرطوم شمال، ومنطقة شرق النيل الواقعة شرقا. ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على الكثير من المواقع في الخرطوموأم درمان المحاذية لها على الجانب الآخر من النيل الأبيض. وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، متسببة بأكبر أزمتي جوع ونزوح في العالم.