يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة وسط تقارير إسرائيلية عن توجهه لتوسيع "عملياته البرية" في شمال ووسط القطاع، بالتزامن مع العملية البرية بمدينة رفح جنوبي القطاع. في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مناطق متفرقة من شمال ووسط وجنوب القطاع، أسفرت، بحسب تقديرات أولية، عن شهيد وعدة إصابات في منزل بحي التفاح شرقي مدينة غزة. مصادر محلية فادت بأن الطيران الإسرائيلي قصف أرضًا زراعية في محيط منطقة الكرامة غربي المدينة، ومنزلاً غير مأهول في محيط مسجد الجولاني بحي التفاح شرقي المدينة، وبحسب مصادر طبية، جرى نقل عدد من الإصابات إلى مستشفى المعمداني وسط القطاع. وفي خان يونس جنوبي القطاع، استهدف الطيران الإسرائيلي منزلاً من 4 طوابق وسط المدينة، وتسبب في دمار بالمنازل المجاورة، كما قصف موقعًا للشرطة البحرية غربي دير البلح وسط القطاع، دون الإبلاغ عن إصابات. ومنذ استئنافها حرب الإبادة بغزة، فجر الثلاثاء الماضي، قتلت إسرائيل 592 فلسطينيًا وأصابت 1044 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، وفق إحصائية غير نهائية، صادرة عن المكتب الإعلامي لحكومة غزة. من جهة أخرى، لفتت التقارير الواردة من غزة إلى أن جيش الاحتلال يواصل إلقاء منشورات تحمل رسائل تهديد للأهالي، ومنها؛ "لن تتغير خريطة العالم إذا اختفى جميع سكان غزة"، في تهديد مباشر بتنفيذ إبادة جماعية في القطاع، كما حملت المنشورات تهديدات بالتهجير "شيئًا فشيئًا"، وتنفيذ "خطة ترمب" بتهجير أهالي غزة قسرًا. مقترح مصري سياسيًا، أفادت مصادر إعلامية بأن الولاياتالمتحدة "أعطت موافقة مبدئية" على مقترح مصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وبحسب تقارير اقترحت القاهرة "تحديد جدول زمني لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين إلى جانب تحديد موعد نهائي لانسحاب إسرائيل من كامل غزة بضمانات أميركية". تجدر الإشارة إلى أن "حماس" تصر على أن تشمل المفاوضات الوقف الدائم للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع. ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يتم بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنع الاحتلال عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى في مطلع مارس الجاري. مخطط لبناء 1344 وحدة استيطانية قالت حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية المختصة بمراقبة النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين، السبت، إن ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط في الإدارة المدنية الإسرائيلية، سيناقش الأربعاء القادم مخططا لبناء 1344 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية. وأضافت الحركة في تقرير لها؛ بأن البناء الاستيطاني سيكون بمستوطنتي "معاليه أدوميم" المقامة على أجزاء كبيرة من أراضي بلدتي (العيزرية وأبو ديس) الفلسطينيتين شرقي القدسالمحتلة، ونيفيه يعكوف" (النبي يعقوب) المقامة على أراضي بلدة "بيت حنينا" شرق القدسالمحتلة أيضا، وأن المجلس الأعلى للتخطيط يعقد مناقشات أسبوعية للمصادقة على بناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في المستوطنات. ورأت أن التحرك نحو الموافقة على الخطط الاستيطانية بشكل أسبوعي لا يؤدي فقط إلى تطبيع البناء في الأراضي الفلسطينية، بل وتكثيفه أيضا. وأشارت إلى أنه منذ بداية عام 2025، ومع الخطط الاستيطانية المقرر الموافقة عليها الأسبوع المقبل، نجح المجلس الأعلى للتخطيط في بناء 11,511 وحدة استيطانية في ثلاثة أشهر. وذكرت أن من بين التغييرات التي أجرتها حكومة نتنياهو-سموتريتس في يونيو 2023، إلغاء الحاجة إلى موافقة وزير الجيش على كل مرحلة من مراحل المضي قدماً في الخطط الاستيطانية، مضيفة أنه حتى هذا القرار، كان أي تقدم في خطة البناء في المستوطنات يتطلب الحصول على موافقة مسبقة من وزير الجيش. وفي السنوات الأخيرة، قرر وزير جيش الاحتلال، أن الخطط في المستوطنات لن يتم طرحها إلا حوالي أربع مرات في السنة، وبالتالي في كل اجتماع لمجلس التخطيط الأعلى، تمت الموافقة على آلاف الوحدات الاستيطانية دفعة واحدة، لكن في الأسابيع الأخيرة حدث تغيير، حيث يجتمع المجلس الأعلى للتخطيط كل أسبوعين ويوافق في كل اجتماع على بناء مئات الوحدات الاستيطانية. وأوضحت أنه بهذه الطريقة تسعى حكومة الاحتلال، إلى تطبيع التخطيط في المستوطنات وجذب قدر أقل من الاهتمام والانتقادات العامة والدولية. هذا وتشير التقديرات إلى وجود نحو 700 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية أقيمت على أراض فلسطينية، وتم بناء بعضها على مقربة من المراكز السكانية الفلسطينية، ويقع أحدها في الخليل في قلب المدينة الفلسطينية. وفي شرقي القدسالمحتلة يوجد 14 حيا استيطانيا إسرائيليا، يعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية. العدوان على طولكرم يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 55 على التوالي، ولليوم ال42 على مخيم نور شمس. ويأتي هذا العدوان في ظل تصعيد عسكري مستمر يتخلله مداهمة للمنازل، والاستيلاء عليها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها قسرًا. ووسعت قوات الاحتلال من أوامر الإخلاء للمواطنين من المنازل والعمارات السكنية في مدينة طولكرم. وأبلغت القوات أهالي "حارة المقاطعة" بإخلاء منازلهم وأمهلتهم عدة ساعات قبل اقتحام المنازل وتحويلها ثكنات عسكرية. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال داهمت فجر يوم السبت، المنازل في حارة المقاطعة في مخيم طولكرم، وأبلغت جميع سكانها بمغادرتها، وسط إطلاق القنابل الصوتية لترويعهم، وأمهلتهم حتى الساعة 12 ظهرًا للمغادرة. وأشارت المصادر إلى أن القوات أبلغت كذلك، عائلتي الطويل وعلارية في حارة أبو الفول لإخلاء منازلها. وخلال الأيام الماضية، شهد مخيم طولكرم حركة نزوح كبيرة لما تبقى من سكان حاراته التي تقع على أطرافه ومنها: قاقون، وأبو الفول، ومربعة حنون، والحدايدة، والمطار، بعد أن أجبرهم الاحتلال على مغادرتها بالتهديد والترويع تحت تهديد السلاح، ليصبح المخيم شبه فارغًا من سكانه، بعد نزوح لأكثر من 12 ألف لاجئ منه. وتعمدت قوات الاحتلال تقطيع كل الأشجار على مدخل مخيّم طولكرم وعلى شارع نابلس الذي أغلقته بالسواتر الترابية. وفي الوقت نفسه، استولت على عدد من مركبات المواطنين أثناء مرورها عبر الشارع، واستخدمتها لإغلاق مقاطع منه، بعد تفتيشها والاستيلاء على مفاتيحها واحتجاز أصحابها. وفي السياق، واصلت قوات الاحتلال، عدوانها العسكري في مخيمي طولكرم ونور شمس وسط حصار مطبق، ودفعت بمزيد من آلياتها وفرق المشاة في الحارات وبين الأزقة، مترافقا مع أعمال تفتيش واسعة في المنازل والمحال والتجارية بعد مداهمتها. وصعدت قوات الاحتلال الليلة الماضية، من إجراءاتها العسكرية في مدينة طولكرم، وأجبرت المزيد من سكان عدة عمارات سكنية في حي دائرة السير بالحي الشمالي للمدينة المحاذية لشارع نابلس على إخلائها. ويأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة من الإجراءات التي تنفذها قوات الاحتلال في المدينة، والتي تشمل الاستيلاء على المنازل والمباني السكنية، وتحديدًا في شارع نابلس، والمنطقة المحاذية له من العمارات الكائنة في الحي الشمالي، وتحويلها إلى مواقع عسكرية وفي غضون ذلك، كثفت القوات من تواجدها العسكري في الشارع المذكور وسط إجراءات تحد من حركة المركبات والمواطنين. وكانت جرافات الاحتلال أغلقت أجزاء من شارع نابلس المحاذي لمداخل مخيم طولكرم، بالسواتر الترابية، في الوقت الذي استولت على عدد من مركبات المواطنين أثناء مرورها عبر الشارع. وأسفر عدوان الاحتلال المستمر على مدينة طولكرم ومخيميها، عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 24 آلف شخص من مخيمي طولكرم ونور شمس، الى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة. وألحق العدوان دمارًا شاملًا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، إضافة إلى إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية. حملة اقتحامات واعتقالات شنَّت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، فجر السبت، حملة اقتحامات واعتقالات في مدن وقرى الضفة الغربية، تخللها اعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم. في الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمال المدينة، واعتقلت عددا من المواطنين وفتشت منازلهم، ومنازل أخرى بالبلدة، وعبثت بمحتوياتها. كما اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر محمد بركات الأطرش من منزله، بمنطقة ضاحية البلدية في مدينة الخليل. ونصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عددا من الطرق الرئيسة والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية، وشددت من إجراءاتها القمعية على حارات البلدة القديمة، والحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية قرب الحرم الابراهيمي الشريف. وفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال خمسة مواطنين عقب مداهمة منازلهم في بلدة يعبد جنوب جنين. ويكثف جيش الاحتلال من اقتحاماته لقرى وبلدات جنين، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على المحافظة لليوم ال61 على التوالي، ويشن حملات اعتقال واسعة فيها. وفي نابلس، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة، ثم انسحبت دون تسجيل حالات اعتقال. ووزع جنود الاحتلال ملصقات في مخيم بلاطة تتوعد أهالي المنطقة في حال مشاركتهم بأعمال المقاومة أو توفير الحماية للمقاومين. الاحتلال يواصل عدوانه على غزة حملة اعتقالات واقتحامات إسرائيلية