أكدت الخطوات التي اتخذتها المملكة في قضية جمال خاشقجي * رحمه الله - خلال الأيام الأخيرة ثبات خطاها على طريق العدل الذي تؤمن به، وأنه هو المعيار الذي لا يمكن أن تحيد عنه أو تتركه مع الجميع، بل إن لزم الأمر سيكون هو الرد الأفصح للعالم كله وعلى مسمعه، فهي جرأة الحق التي تعاقب الظالم وتنصر المظلوم. ففي الوقت الذي أضاع فيه جلّ الرأي العالمي صواب الطريق، كانت الإجراءات التي اتخذتها المملكة بعيدةً تماماً عن أي تأثر بردود الأفعال العالمية تجاه القضية التي انساق تحتها جلّ المتربصين بالمملكة في محاولاتٍ لجرّ القضية نحو أبعادٍ سياسية بعيدة تماماً عن واقعها، فكشفت عن الحقيقة أولاً بأول بحسب خطوات التحقيق في القضية وما يتضّح حيال ملابساتها. وأوضح ل"الرياض" خبراء سياسيون أن المملكة أظهرت الحقيقة كما هي للجميع الذين تخبطّوا في طريقها يمنةً ويسرةً بقصدٍ أو دون قصد، وأنها كانت صريحة وواضحة في خطواتها التي اتخذتها في ذات الأمر. فرض العدالة ومحاسبة المتسبب يقول الكاتب والمحلل السياسي فهد ديباجي: شكّلت وفاة الصحفي جمال خاشقجي لنا جميعاً صدمة، فهو في نهاية الأمر يظل مواطناً سعودياً، وهذا ما عكسه اهتمام الدولة على أعلى المستويات، فمنذ بداية ظهور قضيته للسطح وتغيبه لم تتخل الحكومة السعودية عن متابعتها بكل تطوراتها حتى الآن ومازالت، وبيانها الصادر خلال الأيام الأخيرة دليل على ذلك، حيث أكدت فيه على محاسبة جميع من أخطأ أو تجاوز، وتم إيقاف من اشتبه بهم ومازال التحقيق معهم جارياً، لاسيما أننا نعيش في مملكة العدل التي تُحكم بشرع الله، وهي بذلك قطعت الطريق أمام الجميع، فشكراً لبلادنا التي أظهرت الحقيقة التي تخبط بها الجميع، وشكراً لها لأننا لم نعهد منها إلا الوضوح والأمانة، فهي لم تتوانَ عن فرض العدالة عبر محاسبة المتسبب، وأثبتت شجاعتها وعدالتها التي لم تأبه بالتوترات والأعاصير التي أثارها أعداؤها، فقد تعاملت مع القضية بحكمة وعدالة القاضي المؤتمن وولي الأمر الحريص على مصالح كل أبنائه، وما تبعه من بيان للنائب العام هو خير برهان وأن المخطئ حتماً سينال عقابه، وأن المملكة منذ نشأتها قامت على الشفافية المطلقة في تعاملاتها وما إعلان تفاصيل الحادثة إلا دليلاً على عدم علمها بما حدث، وأن ما حدث هو تصرف فردي عديم المسؤولية وستتم محاسبة من تسبب بالخطأ. وأكد ديباجي أن ما أدلى به وزير الخارجية عادل الجبير الذي بيّن أن العلاقات مع واشنطن ستتجاوز قضية خاشقجي، ومقتله خطأ جسيم، وولي العهد لم يكن على علم بذلك، وستتم مواصلة تقديم المعلومات عن وفاته بمجرد توفرها، وأن تضارب التقارير حول خروجه من القنصلية هو ما دفع للتحقيق، واقعة خاشقجي كانت خطأً وتعكف الأجهزة المعنية على الحصول على معلومات حول جثته، وأن المملكة مصممة على محاسبة المسؤولين. إعادة هيكلة جهاز الاستخبارات من جهته، أشار الكاتب والمحلل الأمني الاستراتيجي عمر الرداد إلى أن الإجراءات التي تبنّتها المملكة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك الجرأة السعودية في إيضاح مكمن الخطأ، والأشخاص المتورطون في القضيّة على طريقة الديموقراطية الغربية في التعامل مع القضايا المشابهة. وتابع الرداد: تمخّض الرد السعودي الواضح والصريح فيما قامت به النيابة العامّة السعودية من الإيضاح للملابسات التي حصلت وأنه تم توقيف 18 متهماً، والإعلان عن الطريقة التي حصلت بها قضية القتل خلال التحقيق، والردود الأخرى التي قامت بها المملكة أمام مرأى ومسمع من العالم من حيث الإعفاءات الواسعة لمسؤولي الصفوف الأولية في جهاز الاستخبارات بالمملكة من مسؤولياتهم الأمنية، والقرارات الملكية الأخرى التي قضت بإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات في المملكة. فهد ديباجي Your browser does not support the video tag.