أكد الأستاذ الدكتور مجدي الخواجي أستاذ النقد والأدب المشارك بجامعة جازان أن ثمة ثلاثية مدهشة تشكل منظومة الوطنية ومعايير المواطنة هي الانتماء والولاء والفداء، ثلاثية بعضها من بعض سبباً أو نتيجة، مقدمة وخاتمة، هي كيمياء عشق الوطن ورحيق أزهار الأرض، وعصارة روح هذا الإنسان، وبين في محاضرته التي ألقاها في قاعة اثنينية نادي جازان الأدبي بعنوان شعرية الانتماء في ختام المهرجان الوطني «للقصيدة الوطنية»: إن الانتماء يأتي أولاً بوصفه هوية واتجاهاً وشعوراً وإحساساً وسلوكاً. وأضاف: إن شعرية الانتماء وحضورها وتدفقها في القصيدة السعودية، وضرب مثالاً بمنطقة جازان حيث تشكلت الاحتفالات الشعرية على شكل لوحات بصرية، عكست غمرة الفرح في البحر والسهل والجبل والشاطئ ولوحات سمعية رددت صدى زغاريد العرس الوطني ولوحات شمية عبقت برائحة عقود الفل وعيون النرجس وثغور الياسمين، وتجسدت لوحات ثقافية مثلت جازان التاريخ والحضارة والعمق الفكري والأدبي. ويكمل: إن هذا الربط قمة الاستغراق في حب الوطن والانتماء إليه، وإذا دققنا نجد أن هذه الشعرية وتشكلاتها تنهض من سياقات الحب والولاء والفداء، وتفيد قراءة النصوص الشعرية أن الشعراء السعوديين تمثلوا هذه التجربة العميقة واستشعروها حد النفاذ إلى أرواحهم الإبداعية التي منحت القصائد حيزاً فنياً من الظهور والتشخيص تحاكي في عمقها وجمالياتها دوائر الماء حين تنداح في تموجاتها العذبة. واستطرد: ومن ثم يمكن أن نحصر جملة من دوائر الابتهاج ذات البعد الوطني في أشكال أربعة هي بهجة اللقاء والمكان والإنسان والشعر، إنها دوائر مموسقة بحب الوطن. ويضيف المحاضر أن للانتماء جناحين هما الولاء والفداء ويبقى الولاء والفداء والحب والوفاء واندماجها هو ثمرة تجربة فتية غنية أرستها مواهب الشعراء ورسمتها إحساساتهم الشفيفة بشعرية الانتماء حباً للوطن وافتخاراً بقيادته ومنجزاته. Your browser does not support the video tag.