لم يدر بخلد الناقد والشاعر الدكتور يوسف العارف أن تحفزه قصيدته الفائزة بالمركز الثاني "بنت الرياحي" في المسابقة الشعرية التي أقامها نادي الرياض الأدبي العام الفارط والتي كان محورها الوطن، أن تأتي ثمرتها على هيئة كتاب كامل، يرصد فيه الدكتور العارف نبض الوطن في قوافي الشعراء، ماجعله يستقرئ هذه النصوص المشتعلة بحب الوطن ويمارس معها مشاغبة نقدية يستكنه بين أبياتها حنين الشعراء لهذه الأرض الطاهرة. الكتاب الذي أصدره نادي الباحة الأدبي وسيحتفى به مساء غدٍ الثلاثاء بمقر النادي وسمه العارف ب"شعرية الوطن.. ونشيد الشعراء" وهو في مجملة قراءة في (50) وردة شعرية تنبض بحب الوطن في يومنا الوطني، جمعت نصوصاًً وقصائد وطنية مع دراسة ومقاربات نقدية. وقد أهداه المؤلف كما يقول: للوطن في يومه الثالث والثمانين، لك يا وطن الخير والنماء هذا القصيد وهذا الانتماء. لولاك يا وطني ما قلت قافية ولا كتبت قصيداً في دواويني وقد احتفى الدكتور العارف بالوطن في عامه (83) بطريقة علمية وعملية حيث جمع قصائد لكوكبة من الشعراء السعوديين المعاصرين وقدم لنصوصهم دراسة نقدية، كان الغرض منها الإسهام في ترسيخ مبدأ المواطنة الشعرية والانتماء لهذا الوطن، كذلك التعريف بالشعراء السعوديين وجلهم من الشباب. أما عن القصائد والنصوص المثبتة في الكتاب، فقد تميزت بشاعرية رفيعة ولغة جزلة سهلة شاعرة، ومعاني سامية محلقة تعبر عن الوطن والمواطنة بكل صدق وشاعرية. هذا وقد وجد العارف فيها قصائد ناضجة تستلهم الوطن في ماضية وحاضره ومستقبله، كما توصل المؤلف إلى ما اسماه (الجغرافيا الشعرية والنص الوطني) وقد استنتج مصطلحاً جديداً هو (الوطن الشعري). يقول المؤلف الدكتور يوسف العارف في مقدمته: إن هذا الكتاب بقصائده ونصوصه الشعرية التي أبدعها الشعراء السعوديين المعاصرون وبالدرس النقدي والمقاربة التحليلية التي اجتهدت في استكناه جماليات النص الشعري وطنياً وإسلامياً وعربياً سيتحول إن شاء الله في ذهن المتلقى/ القارئ إلى خطاب ذي هوية وطنية، خطاب يروم إظهار الخصوصية لهذا الوطن وشعرائه وتعميقها في الوعي الجمعي وإثبات عمقها التاريخي وأصالتها ويبرهن على تماسكها وقوتها والتدليل على حضورها الحي والفعال. انطوى هذا الكتاب على أربعة محاور حيث قام المحور الأول على المفهوم والتعريف للوطن والوطنية في المصطلح، وكذلك الوطن الشعر ودلالاته الشعرية، بينما جاء المحور الثاني الوطن الشعري من خلال النصوص والقصائد الوطنية درساً تحليلاً، فوقف مع العتبات النصية وأيضاً معالم وملامح الوطن الشعري والوطن الاسترجاعي والوطن المستقبلي، كما درس الجغرافيا الشعرية والنص الوطني وتناولا ذكر الوطن بمسمياتها وأسمائها وذكر الجهات والأقاليم وكذلك الشجر والثمر، إلى أن يصل إلى شعار المملكة وعلم التوحيد. في حين ضم المحور الثالث النتائج والخلاصات لمجمل محاور الدراسة والخلاصات التي توصل لها.. مستعرضاً أبرز وأهم ملامح وسمات الوطن الشعري، والخصائص الجمالية للقصائد والنصوص الشعرية. أما المحور الرابع فقد عقد المؤلف على نشر النصوص والقصائد التي تغنت بالوطن وقد كتب موجزاً تعريفياً بالشاعر مع إضاءة نقدية مختصرة، وفي هذا المحور أيضاً قسم الشعراء إلى ست مجموعات حسب رؤيته، أما الشعراء فقد توزعوا على مدن المملكة فهم من جازان والأحساء والرياض ومكة والمدينة وتبوك وجدةوالباحة والقنفذة والطائف وعسير والشرقية. أما الشعراء الذين ضمهم الكتاب فمنهم حجاب الحازمي وأحمد بهكلي ومحمد الجلواح وإبراهيم صعابي وجاسم عساكر وصالح العمري ومحمد العمري وحمد العسعوس وعبدالله السيد ومحسن السهيمي ومحمد القوزي ومروان المزيني وعبدالله سعيد سفر وأحمد حلواني وفاطمة عبدالله ونجاة الماجد وماجد الغامدي وصالح الهندي وعلي منكوته وحسن الزهراني وعبدالله الصيخان وأحمد عائل فقيهي وفاروق بنجر ومحمد فرج العطوي وعبدالرحمن المحسني ومصطفى عسيري وعبدالملك الخديدي وغيرهم من الشعراء. ويتزامن صدور هذا الكتاب مع احتفاء المملكة باليوم الوطني الثالث والثمانين لوطننا الشامخ مجداً ورفعة.