في انعقاده للمرة الثالثة يقدم ترينالي التصوير الدولي Ray 2018 الذي يصدر كل ثلاث سنوات بقيادة فريق من قيمي المعارض أكثر من 60 عملاً من أعمال الفنانين المختصين بالتصوير الفوتوغرافي المعاصر والممارسات ذات الصلة في أكثر من عشر صالات عرض بمدينة فرانكفورت، وذلك بالتعاون مع أكثر من 15 مؤسسة ومجموعات شريكة في ست مدن في منطقة الراين / الماين، بالإضافة إلى فعاليات لا حصر لها متعلقة بظاهرة التطرف Extremeness ، ومن ضمنها المعرض المسمى "الذات القصوى Extreme Self"، والذي تم تنظيمه في اثنتين من صالات العرض جاليري Darmstädter Tage der Fotografie، وجاليري the Kunstforum TU Darmstadt، ويشارك في هذا المعرض الفنانة البولندية أنيتا Aneta Grzeszykowska من مواليد العام 1974 بمدينة وارسو، والفنانة الألمانية إيزابيل وينزيل Isabelle Wenzel من مواليد 1982. البولندية أنيتا هي فنانة من الجيل المعروف في بولندا بالجيل النقطي، وترتبط مع واحدة من أكثر المؤسسات الإبداعية في بولندا شهرة، والمعروف أنها تستخدم في فنها التصوير الفوتوغرافي والفيديو والتقنيات الرقمية للتبحر في قضايا مثل الحميمية والوعي الذاتي بل والمحو الذاتي. وتقوم أنيتا مع زوجها بإنتاج أعمال تتصف بالقرب الشديد بل والتماهي في الموضوع الذي يشتغلان على تصويره، ويجعل كل منهما نفسه موضوع التصوير منقباً في ذاته، وفي الوقت نفسه لا تتورع أنيتا عن تجريب التقنيات الرقمية للتلاعب في صورها وإنشاء سياقات جديدة، وفضح الطرق اللانهائية التي يتحور بواسطتها الواقع الدائم التبدل. أما إيزابيل وينزيل فمن الطريف أنها ورغم حملها مؤهلاً جامعياً في الفنون الجميلة فلقد أضافت لذلك مؤهلاً لا يخطر على بال، حيث قد تدربت لتكون لاعبة أكروبات، الأمر الذي صبغ أعمالها الفوتوغرافية، حيث نجدها تصور أجساداً في حالة أكروباتية، نصف مطوية أو متلولبة، وأجساداً غير مكتملة أو مقطوعة أو معجونة ودوماً في حالة تحور، وهي أيضاً تبدأ بجسدها، إذ تضع جسدها أمام الكاميرا بينما تقوم بحركاتها البهلوانية العصية على الجسد البشري، والنتيجة مذهلة ومثيرة للفضول؛ لكونها تتعامل مع الجسد كعجينة قابلة للتحوير لا مع الإنسان كشخصية وملامح يمكن قراءتها أنها تهمش كل ذلك كمن يتعامل مع الطينة البشرية قبل التخلق، صلصال جسدها الذي تتعامل معه كفنانة استعراض وفي نفس الوقت كنحاتة تنحته في أوضاع، وتلتقط له الصور التي تجمد كل تلك الهيئات اللانهائية. زاوية للرؤية فريدة لا يضاهيها فيها أحد، الأمر الذي وضعها محطاً للأنظار ولاهتمام خبراء الفن وصالات العرض، بل لقد حصلت على جوائز عدة منها جائزة لايكا "Leica" العام 2007، وجائزة الزوم الافتراضي Virtual Zoom، بصفتها أعمالاً تستكشف الإمكانات الافتراضية للصلصال البشري. أعمال يستضيفها ترينالي Ray 2018، ويقدم الجمهور لاحتمالات الجسد البشري اللانهائية، فهاتان الفنانتان هما مثال لموجة من الفنانين المجددين الذين يكرسون أنفسهم للجوانب الشخصية والخلاقة للإدراك الذاتي، والتي تتخطى هوس الصورة الشخصية، معارض أثْرت صيف فرانكفورت وتمتد لخريفه. Your browser does not support the video tag.