ونحن تحتفي بهذه المناسبة الوطنية المجيدة ومرور 88 عاماً على توحيد المملكة، نشعر بفخر الانتماء لهذا الوطن الغالي، وهذه الذكرى تأتي محفزاً قوياً لنا لتعزيز التلاحم وتكريس الوطنية بمفهومها الشامل قولاً وفعلاً، قناعة وحباً، وبذل المزيد من العطاء لوطن اعطانا الكثير. عندما ننظر الى الماضي ومنجزاته فإننا ننظر بعين العرفان والتعظيم لصاحب الفضل الاول بعد الله على هذه البلاد وشعبها، الا وهو الملك عبدالعزيز -رحمه الله-،عندما قام هو ومجموعة قليلة من رفاقه المخلصين باسترجاع الحق، واستعادة الرياض ليبدأ الخطوة المهمة والحاسمة بتأسيس هذا الكيان. ومن بداية من هذا الحدث تغير وجه الجزيرة العربية واشرقت شمس النهضة والعز، كيف لا وقد بدأ هذا البطل العملاق في افكاره ورؤيته ومنجزاته بالانطلاق بعد استعادة الرياض الى توحيد البلاد بقوة وارادة لا تلين تمخضت عن اكبر وحدة عربية بجميع قبائلها ومناطقها واقاليمها بعد كفاح استمر 32 عاماً حتى تم توحيد المملكة عام 1351ه. نقل الملك عبدالعزيز البلاد من الفرقة والتناحر الى الوحدة والتعاضد، ومن الخوف الى الامن، ومن الجهل الى العلم، ومن التخلف الى التقدم ومن المرض والفقر الى الصحه والغنى. وتكللت الجهود الجبارة لهذا الملك العظيم عن انجاز مشروع دولة حضارية كبرى موحدة ومستقرة تلتزم بالثوابت الاسلامية وقابلة للاستمرارية والازدهار، ولها ثقلها على المستوى الدولي. وتم الحفاظ على منجزات ومكتسبات الملك عبدالعزيز الوطنية واصبح الازدهار والتقدم ممتداً لمدة تجاوزت سبعة عقود على طوال فترات حكم الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعاً. وفي هذا العصر الزاهر تعيش المملكة عصرها الذهبي عصر القوة والنهضة عهد الملك سلمان وولي عهده الامين، انه عهد القوة والحزم، عهد السعودية الجديدة بقوة لا تعرف الاستكانة لكل من يقف في طريق تقدمنا ونهضتنا ومن يستهدف وجودنا، تجلى ذلك واضحاً في بداية العهد عندما قام ملك الحزم الملك سلمان باصدار الاوامر للقيام بعاصفة الحزم لمساندة الشرعية في اليمن، والقيام بإجراءات عملية حاسمة لانهاء التطرف والارهاب ومن يدعمه من دول متآمرة او منظمات ارهابية، كانت تهدد عمق الوجود السعودي. وعودة البلاد الى الدين الوسطي الصحيح بلا تطرف او انحلال، والقيام بنهوض شامل لرفع قدرات الدولة باعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتنويع مصادر الدخل بحيث لا يكون النفط مصدراً وحيداً. وتأتي مكافحة الفساد على رأس اولويات هذا العهد الزاهر تحقيقاً للعدالة وتشجيعاً للاستثمار والانتاج، وكذلك تمكين المرأة للمساهمة بالنهضة واعطائها حقوقها ضمن الضوابط الشرعية. وبتوجيهات من الملك سلمان يقود ولي العهد المملكة للمكانة اللائقة بها للريادة والقيادة لتصبح أنموذجاً عربياً وعالمياً، وبرؤيته الطموحة التي تصل عنان السماء، يريد ايقاظ العنفوان السعودي باستغلال طاقات الشباب لصنع الفرق والمستقبل بارادة لا تعرف المستحيل وتسابق الزمن لنهضة عملاقة شاملة على كافة المستويات، وهذه الرؤية سوف تأخذ البلاد الى آفاق غير مسبوقة وستغير وجه المنطقة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وسوف نجني لاحقاً حصاد هذا الجهد الجبار الذي تبذله الدولة حالياً، لرفعة شأن بلدنا العظيم ليأخذ مكانته البارزة بين دول العالم القوية، وليكون هذا الوطن دوماً محل فخر واعتزاز لنا. Your browser does not support the video tag.