التواصل مع الآخرين ليس خيارا شخصيا، خاصة نجاحه وكفاءته؛ بمعنى أن الآخرين لهم قرار ودور في ذلك التواصل، والذكاء يكمن في أن يصبح التواصل الناجح معهم مفروضا عليهم مع كامل التقدير لهم، ويكون بثلاثة أمور ذكية: أولا: عندما يستخدم المرء ذكاءه الشخصي بإظهار أجمل ما لديه أثناء تواصله مع الآخرين، خاصة في اللقاءات الأولى التي تشكل الانطباع الأول لدى الناس، فالناس تحب التواصل مع الواثق بما منحه الله عز وجل من قدرات، ويظهر ذلك كله في شكله ومضمونه وأحاديثه الذكية. ثانيا: عندما يستخدم ذكاءه الاجتماعي في التواصل والتعامل مع الآخرين، بأن يتعامل مع الناس جميعا بطريقة ذكية وراقية هكذا ظاهرها، وباطنها دقة التفصيلات التي تناسب أنماطهم وذكاءاتهم وثقافاتهم، فالدراسات والأبحاث تؤكد أن كل دماغ منظم بطريقة فريدة، وبالتالي لكل شخص طريقة تواصل تناسبه، وقد لا تناسب غيره. أيضا من الذكاء الاجتماعي إذابة الجليد والحواجز، بأن نحدث الناس بما يحبون، وليس فقط بما نريد أو نحب نحن. وقد قلت بيتين في ذلك مخاطبة كل نفس قد تستعجل نتائج التواصل بأن تتفاءل وتعلم أنها قادرة على صناعة تواصل مشرق بأمر الله، فقلت باستفهام: كرهت إذابة الثلجِ ؟ أصخر أم لست بالشمسِ؟ رأيت خيبة الأملِ ؟ أم حدسا كان بالأمسِ؟ بمعنى أن تكون شمسا قادرة على إذابة كل صلب، فالناس ليست صخورا، وكذلك لا تستعجل خيبة الأمل ولا تستدعيها قبل وقوعها. ثالثا: يستخدم ذكاءه العاطفي، وهو قدرته على إدارة مشاعره وانفعالاته دون إفراط أو تفريط ودون جمود أو انجراف؛ ليستطيع توجيهها لمصلحة تواصله، كذلك يستطيع قراءة الأشخاص، وتحليل المواقف، والربط السريع بين المواقف وأصحابها بطريقة دقيقة جدا؛ لتضمن له الاتصال الآمن. وأخيرا من الذكاء أن نعلم........ أنه رغم ذكائنا في التواصل قد نتعثر بأناس لن يجيد معهم كل ذكاء العالم، ولكن يجب أن يظل تواصلنا راقيا معهم رغم تلك التعثرات. إن التواصل لا يعني أن تُسمع كلماتنا من به صمم، ولا أن ننصت بأدب جم، بل الأمر أعظم من ذلك، فالتواصل هو التأثير الذكي، الذي يعطي دروسا مليئة بالحياة للآخرين. Your browser does not support the video tag.