إذا كان الناس العاديون في مظهرهم يحسدون (الحلوين) ويعدونهم محظوظين لتمتعهم بجاذبية المظهر، فإنه صار بالإمكان الآن إضافة سبب آخر يزيد من الحسد لهم، وهو ما خرجت به بعض الدراسات من أن (الحلوين) أكثر ذكاء من غيرهم، فالجمال والذكاء صنوان!. يقدم الباحث البريطاني ساتوشي كانازاوا، في دراسته المنشورة في المجلة الأكاديمية للذكاء، إضافة علمية جديدة مغايرة لما اعتاد الناس على الظن به من عدم وجود علاقة بين الجمال والذكاء، أو وجود علاقة سلبية بين الاثنين. فهذا الباحث يقول إنه وجد أن الأشخاص الذين يتمتعون بجاذبية المظهر يكونون أيضا أكثر ذكاء من غيرهم!. كانازاوا يعرض في دراسته التي أجراها على 14 ألف شخص تتبعهم منذ ميلادهم في أسبوع واحد خلال عام 1958، إلى بلوغهم سن الرشد بعد تعريضهم لسلسلة من الاختبارات التي تقيس تقدم سيرهم العلمي وذكاءهم ومظهرهم العام، فأظهرت النتائج أن الأشخاص ذوي المظهر الجذاب كانوا أكثر ذكاء من الأشخاص ذوي المظهر العادي!، كما أنه يؤكد أن هذه النتائج توثق العلاقة بين الجمال والذكاء العام بشكل إيجابي، بصرف النظر عن العوامل الأخرى مثل البيئة الاجتماعية أو الصحة أو حجم الجسم. وإنه وجد أن الأشخاص الذين يتمتعون بحسن المظهر، يجذبون إليهم أشخاصا جميلين مثلهم، ومتى تزوجوا فإن أطفالهم يرثون منهم جينات الجمال والذكاء معا، مما يشكل أجيالا ممتدة من حملة الجينات المميزة!. لكن، نسبة ترافق الجمال مع الذكاء لا تكون متماثلة بين النساء والرجال، فحسب ما يقوله كانازاوا، فإن الرجال حصلوا على مقياس ذكاء أعلى من المعدل العادي بمقدار «13.6» نقطة، بينما حصلت النساء على «11.4» نقطة أعلى من المقياس المعتاد. والجدير هنا هو أن نتاج هذه الدراسة جاءت، ليس لتنفي ما يروج في الثقافة الغربية من القول بتضخم نسبة الغباء والبلادة عند الشقراوات والوسيمين من الرجال فحسب. وإنما أيضا لتعطي لهم المقياس الأعلى في الذكاء. أما بعد، ماذا يريد هذا الباحث أن يقول؟، هل يمكن لنا أن نصمه بالعنصرية؟، أو بالخلو من الإنسانية؟، فبعد أن كان غير الجميلين يعزون أنفسهم بأنهم يحملون الذكاء إن لم يحملوا الجمال، جاء هذا الباحث ليقول: لا تفرحوا، فحتى الذكاء ليس من شأنكم؟. من الأسئلة التي طرحت حول هذه الدراسة المثيرة، سؤال يستحق التأمل، ألا يمكن أن يكون الأمر بعكس ما جاءت به نتائج الدراسة، بمعنى أن يكون الأشخاص الأذكياء يبذلون اعتناء أكبر بمظهرهم فيبدون أكثر جمالا من غيرهم؟. سؤال ذكي يستحق التأمل حقا، خاصة أنه كما يبدو يرمي إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشاعر المحرومين من الجمال. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة