يمثل مضيق باب المندب البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، هذا البحر الذي يعد أحد أهم البحار من الناحيتين التجارية والاستراتيجية منذ أقدم العصور. ويتأثر الاقتصاد العالمي بأي اضطرابات يمكن أن تحدث في هذا المضيق الحيوي. ويعد المضيق ذا أهمية بالغة؛ نظرا لأنه منفذ دول الخليج العربية على أسواق النفط الأوروبية والأميركية. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي النفط السعوديتين (الأربعاء 25-7-2018)، أعلنت المملكة العربية السعودية وقفا مؤقتا لمرور نفطها في البحر الأحمر، حتى يصبح العبور البحري عبر باب المندب والبحر الأحمر آمنا. إن هجمات الحوثيين تعطل حركة المرور البحري في ثالث مضيق بحري مهم في العالم بعد مضيقي هرمز وملقا. ويواجه المجتمع الدولي يوميا ما تقوم به جماعة الحوثي من تهديد للسلام والأمن في المنطقة، كما أن المخاطر التي تواجه الملاحة في البحر الأحمر ستؤدي إلى مزيد من تفاقم الحالة الأمنية في المنطقة وفي العالم. وتهديد جماعة الحوثي وخرقها القانون الدولي ليست جديدة؛ لأن هذه الجماعة المارقة تسعى دائماً إلى رفض خيار السلام والاستقرار في المنطقة، وتضرب بقرارات الأممالمتحدة عرض الحائط. كما أن تصريح قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بأن (البحر الأحمر لم يعد آمنا) تصريح يدين ويجرم نظام إيران التخريبي في المنطقة، والإضرار بالاستقرار والسلام العالمي. ولا بد من تعزيز دور الأممالمتحدة، وتسريع سير المفاوضات لانسحاب الحوثيين من ساحل البحر الأحمر. وإذا لم يوافق الحوثيون على ذلك خلال فترة زمنية محددة، فيجب على الأممالمتحدة أن تقتنع بأن دول التحالف قد قدمت كثيرا، وأنها تسعى إلى إيجاد حل سلمي لما تقوم به جماعة الحوثي من تهديد للسلام في المنطقة. ولا شك أن التهديدات الحالية للملاحة البحرية في البحر الأحمر تؤكد الحاجة إلى طرد قوات الحوثيين من جميع مناطق وسواحل البحر الأحمر، لكي يكون باب المندب والبحر الأحمر أكثر أمانا للملاحة البحرية والسلام العالمي. Your browser does not support the video tag.