طبيعي جداً أن ننتظر من مشروع المدارس المستقلة اهتماماً وتركيزاً أكثر على الطلبة الموهوبين، وذلك لأن الخيارات والفرص المتاحة أمام المشغل التعليمي عديدة ومتنوعة لتطوير وتنمية المواهب الطلابية من خلال اختيار معلمي الطلبة الموهوبين وإعداد البرامج المناسبة لهم وفق معايير وضوابط دقيقة، ولذا فالمأمول تجاه هذه الفئة من الطلبة تتطلب عملاً واستعداداً مميزاً وجاداً ومخلصاً، وذلك لأن الموهوبين هم قادة المستقبل وبناة الحضارات وصناع المجد والتقدم، وليس هناك مؤشراً صادقاً وبارزاً يدل على وضوح الرؤية والمستقبل أمام أي مجتمع إلا وتجد الاهتمام بالتعليم والموهوبين أساساً ومنطلقاً له، لذا نصت عليه رؤية 2030م بكل وضوح في محاورها الثلاث (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح). تشير الدراسات إلى عدم خلو أي مجتمع من الموهوبين فهم ما بين( 2 إلى 5 %)، والموهوب يختلف عن المتفوق أكاديمياً كما وضحته تعريفات الموهبة، فهم أفراد لديهم استعداد فطري أدى إلى تميزهم في مجال من المجالات إما العلمية أو الأدبية أو الفنية أو الحركية أو التقنية أو الاجتماعية..، والاهتمام بهم يعد جزءاً من المساواة في تقديم الخدمات التعليمية، فهم لديهم قدرات استثنائية وبحاجة إلى تعليم يتناسب مع قدراتهم ومستواهم، لأن هناك ما يؤكد من خلال أكثر من دراسة إلى وجود معوقات تواجه الطلبة الموهوبين في مدارسنا ومنها دراسة (باهبري 2010م) حيث كان هدفها هو تقويم برنامج رعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية فقد رصدت مشكلات خاصة بالمنهج ونقص المختبرات العلمية وضعف الدعم والميزانية. وهذه مجموعة تساؤلات مطروحة: هل سيشمل تشغيل المدارس المستقلة رعاية الطلبة الموهوبين؟، وهل سيتم رصد ميزانية خاصة برعاية الموهوبين؟، هل ستعطى المدرسة صلاحية إعداد المناهج والبرامج الإثرائية لطلابها؟ كيف سيتم عملية اختيار معلم الطلبة الموهوبين؟ ومن سيحدد معايير الاختيار الوزارة أم المدرسة؟ وهل سيكون لإدارة المدرسة الصلاحية والحرية في استقطاب معلمين من الخارج لتعليم الطلبة الموهوبين؟. التركيز على أهمية الموهوبين ورعايتهم وتعليمهم يعد استثماراً وتنمية وتخطيطاً نحو المستقبل، وهو ليس من باب الرفاهية أو الكماليات، فهو هدف تسعى إليه الدول المتقدمة، لأنها تؤمن بقدرة البشر على خلق المعرفة وتوظيفها وبيعها. "المدارس المستقلة" فرصة أمام وزارة التعليم لوضع تطلعاتها وأمانيها وأهدافها ووضعها على طاولة إرساء وتشغيل المدارس المستقلة أمام الشركة التعليمية المشغلة، والمشكلات التي تواجه إدارات ومراكز الموهوبين متعددة ومتنوعة منها: الاكتشاف المبكر - إعداد وتأهيل معلمي موهبة - إعداد المناهج المميزة - برامج الإثراء المعرفية التي تتسم بالغزارة والاتساع والعمق - إدارة تربوية مؤهلة - توفير البيئة المحفزة والمواد الخام. Your browser does not support the video tag.