خطت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) خطوة رائدة على طريق بناء مجتمع يعتمد على المعرفة، عندما زفّت مجموعة من طلبتها المميزين إلى جامعات محلية وعالمية، يمثلون الدفعة الثانية من طلاب مبادرتها للشراكة مع المدارس. وأوضحت «موهبة» أن الدفعة الثانية ضمت 55 طالباً و30 طالبة من جدةوالرياض والمنطقة الشرقية بنسبة زيادة تقدر بأكثر من 98 في المئة مقارنة بالدفعة الأولى التي تم تخريجها العام الماضي وضمت 43 خريجاً وخريجة، مشيرة إلى أن عدد المدارس المشاركة في «المبادرة» شهد ارتفاعاً من 19 مدرسة عام 1430 إلى 37 مدرسة عام 1431، ثم إلى 43 مدرسة العام الماضي، ووصل إلى 53 مدرسة في العام الدراسي الحالي، في كل من: الرياضوجدة والدمام والخبر والجبيل والظهران ومكةالمكرمة والمدينة المنورة وأبها وتبوك، وقدمت منحاً دراسية ل1450 طالباً وطالبة من الموهوبين، في حين يتجاوز عدد المستفيدين فعلياً من المبادرة 4500 طالب وطالبة. وأشارت «موهبة» إلى أن مبادرة الشراكة مع المدارس تأتي في إطار خطواتها لاكتشاف ورعاية الموهوبين، وتنمية وتشجيع مناخ الموهبة والإبداع في المجتمع، باعتباره أهم مشاريع المرحلة الأولى من استراتيجية وخطة الموهبة والإبداع ودعم الابتكار، ومبادراتها الخمس الرئيسة، التي تهدف إلى رعاية نحو 40 ألف موهوب وموهوبة واستفادة أكثر من 80 ألف طالب وطالبة، وما يقارب 3 في المئة من المجتمع السعودي. وأبانت «موهبة» أن أهمية مبادرة الشراكة مع المدارس تبرز من كونها لبنة في مساعي المملكة لبناء مجتمع معرفي متكامل وتحقيق نقلة نوعية في مسيرة تطورها وتحويل اقتصادها إلى اقتصاد قائم على المعرفة، والاعتماد على الموهوبين والمبدعين، من أبناء الوطن اكتشافاً ورعاية، ضمن إطار استراتيجية الموهبة والإبداع ودعم الابتكار، التي أقرها رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتمثل إحدى المبادرات الرئيسة للخطة لتحقيق رؤية 1444ه - 2022 م، التي تنص على «أن تصبح المملكة مجتمعاً مبدعاً فيه من القيادات والكوادر الشابة الموهوبة والمبتكرة ذات التعليم والتدريب المميز ما يدعم التحول إلى مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة». وتهدف «المبادرة» إلى انتقاء واختيار المدارس القادرة على تلبية متطلبات تحقيق رؤية مدارس «موهبة»، ورفع مستويات الأداء في المدارس المنتقاة لرعاية الطلاب المبدعين والموهوبين، ومساندتها لتحقيق معايير جودة المدرسة الفعالة، وتمكين المدارس المنتقاة من تطبيق المناهج المميزة وطرق التدريس والتقويم الحديثة لتطوير قدرات أبنائها الموهوبين بما يمكنهم من الالتحاق بالجامعات العالمية، وإتاحة الفرص لتوفير الدعم والتدريب للمعلمين والمسؤولين في مدارس الشراكة وتوظيف خبرات عدد من الخبراء المحليين والعالميين في مجال تعليم الموهوبين، إضافة إلى توفير آلية تضمن اشتراك أولياء الأمور في تربية وتعليم أبنائهم وتفعيل مبدأ المشاركة المجتمعية. «موهبة» تحتفي بالخريجين من جانب آخر، احتفت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) أخيراً، بالخريجين الجدد في احتفالية أقيمت في فندق الريتز كارلتون برعاية الأمين العام ل«موهبة» الدكتور خالد السبتي، وحضور نائب الأمين العام الدكتور محمود نقادي وكبار مسؤولي «موهبة» ومديري وممثلي المدارس وأولياء الأمور وعدد من خبراء الموهبة والإبداع. وأكد الأمين العام ل«موهبة» خالد السبتي في كلمته بعد تهنئته للخريجين والخريجات وأسرهم ومدارسهم، أن يوم التخرج يمثل لهؤلاء الطلبة والطالبات ختام مرحلة عمرية وفترة دراسية وحصاد جهد أعوام. وقال: «إنهم جزء من ذخيرة الوطن للعبور إلى آفاق المستقبل وتحقيق طموح القيادة الرشيدة في الوصول إلى المجتمع المعرفي المبدع والمتكامل». وتمنى للخريجين والخريجات دوام التوفيق والنجاح والإبداع في دراستهم الجامعية ليسهموا في مسيرة الوطن التنموية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رئيس (موهبة)، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز. وتوجه بالشكر لوزير التربية والتعليم نائب رئيس «موهبة» الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، على دعمه المتواصل وتوجيهه الدائم لتفعيل الشراكة بين الوزارة و«موهبة» لخدمة الموهوبين والموهوبات في التعليم العام، وتجويد مخرجات التعليم وإيجاد بيئة تعليمية بمواصفات عالمية، ودعا جميع الطلبة والطالبات في المملكة إلى الاستفادة من برامج وخدمات موهبة والانضمام إلى مبادراتها المختلفة. يُذكر أن برنامج الحفلة تضمن عرض فيلم تحفيزي ومحاضرة بعنوان «الصعود للقمة» ألقاها فاروق الزومان وكلمة للخريجين أعربوا فيها عن شكرهم ل«موهبة» ولوزارة التربية والتعليم ومدارسهم ومعلميهم على ما قدموه لهم من رعاية وتوجيه وتطوير علمي ومهاري ومعرفي حتى حانت لحظة الحصاد بعد ثلاثة أعوام من الجهد والدراسة. القعيد: نتطلع إلى الوصول بعدد طلبة المبادرة إلى 2300 العام المقبل من جانبه، أكد المشرف العام على مبادرة الشراكة مع المدارس الدكتور عادل القعيد، الذي قدم عرضاً عن المبادرة خلال الحفلة، أن «المبادرة» تُعد فرصة حقيقية للمدرسة وللطالب لارتياد آفاق التعليم والتعلم الحديث والمتطور الذي يلبي حاجات التعامل مع تحديات القرن ال21 والتحول إلى مجتمع المعرفة، لافتاً إلى أن الخريجين تأهلوا معرفياً ومهارياً في مدارس مميزة، من خلال دراسة مناهج «موهبة» الإثرائية في الرياضيات والعلوم واللغة الإنكليزية وتقنية المعلومات، بدءاً من الصف الرابع الابتدائي وحتى الثالث الثانوي. وقال القعيد: «إن القائمين على مبادرة (موهبة) للشراكة مع المدارس، يحدوهم الأمل ويتطلعون إلى تغطية كل مدن المملكة والوصول بعدد طلاب المبادرة العام المقبل إلى 2300 طالب وطالبة، وعدد المدارس إلى 60 مدرسة بجانب تطوير مناهج تفاعلية وزيادة عدد البرامج التدريبية». الشراكة مع المدارس... تحقق إنجازات مهمة وأضاف القعيد أن مبادرة الشراكة مع المدارس حققت إنجازات مهمة خلال الأعوام الماضية، على صعيد تهيئة بيئة تعليمية ذات جودة عالية لطلبة موهوبين، وتقديم منح دراسية لهم للالتحاق بمدارس مميزة تزودها «موهبة» ببرامج ومناهج وأنشطة إثرائية متقدمة، ويقوم على تدريسهم معلمون أكفّاء من أجل الارتقاء بقدراتهم وتنمية مواهبهم. لافتاً إلى أن ملامح الخطة المستقبلية للمبادرة تتضمن استحداث بدائل تقنية مناسبة لتنفيذ برنامج الشراكة، واستخدام أحدث ما توصل إليه مجال التعليم عن بُعد لإيصال الفائدة لجميع الطلبة الموهوبين، والتعاقد مع مؤسسات دولية في تعليم الموهوبين للاستفادة من تجاربهم وتطبيق ما يتناسب منها مع البيئة التعليمية في المملكة. المدارس المميزة ازدادت 23.2 في المئة خلال عام وأشار القعيد إلى أن عدد المدارس التي تطبق مبادرة الشراكة مع المدارس شهد ارتفاعاً من 43 مدرسة العام الماضي إلى 53 مدرسة خلال العام الدراسي 1433- 1434ه، بزيادة 23 في المئة، في حين ازداد عدد الطلبة المستفيدين من المبادرة من ألف طالب وطالبة عام 1432-1433ه إلى نحو 1750 طالباً وطالبة في العام الدراسي 1433-1434ه، بزيادة 75 في المئة عن العام الماضي، ما يعكس مدى اهتمام «موهبة» بزيادة عدد المستفيدين من «المبادرة». وكشف القعيد عن أن اختيار المدارس المشاركة في المبادرة يتم بناءً على معايير محلية وعالمية تتضمن توافر البيئة التعليمية المثلى لتعليم الطلاب الموهوبين. وأن الشراكة في العام الأول والثاني من عمر المبادرة، كانت مع مدارس في مدن الرياض والدمام والخبر وجدة، وامتدت الشراكة مع خطة التوسع إلى مدارس في مدن مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، وتبوك، وأبها، وتعمل «موهبة» على أن تغطي المبادرة جميع المدن والمحافظات مستقبلاً. ولفت إلى أن «المبادرة» تتضمن مناهج وزارة التربية والتعليم المعتمدة في مدارس الشراكة مع «موهبة» مضافاً إليها نوعية مميزة من المناهج المتقدمة المعتمدة عالمياً في مجال تعليم الطلبة الموهوبين والمبدعين، وهي العلوم بجميع فروعها والرياضيات، وعلوم تقنية الحاسب واللغة الإنكليزية. ويطلق على هذه المواد «المناهج الإثرائية المتقدمة»، وهي عبارة عن تطوير للمناهج والعلوم الأساسية التي يتلقاها الطالب خلال أعوام الدراسة الأساسية، ويتم من خلالها تطوير مهارات وقدرات الطالب بعمق وتركيز في اتجاهات ومهارات التفكير العليا، بحيث يستخدم الطالب عقله في إنتاج معلومات جديدة كلياً عما تمت دراسته في المنهج، ويتم تقويم المناهج مع نهاية كل عام دراسي، وبناءً على ذلك يتم إجراء التعديلات اللازمة، وإضافة أية مستجدات قد تطرأ على أيٍ منها. وأضاف: «يجري اختيار معلمي المناهج التي تدرس في المدارس التي تطبق المبادرة، بناءً على ترشيحات المدارس لهم، بحيث يتم اختيار أفضل معلمي المدرسة لتقديم المناهج الإثرائية، كما يتم إخضاع جميع معلمي الموهوبين لبرامج تدريبية مكثفة طوال تدريسهم هذه المناهج». وزاد: «يتم اختيار الطلبة الموهوبين المشاركين في مدارس المبادرة من خلال مشروع مستقل لاختيار الطلبة بالشراكة مع المركز الوطني للقياس والتقويم (قياس)، الذي يطبق اختبارات للكشف عن الموهوبين، وترشح المدارس بالتعاون مع (قياس)، عدداً من طلبتها الموهوبين بناء على (نموذج ترشيح المعلم للطالب) والذي يُعبأ من معلمي الطلبة في مدارسهم، وفي حال إجماع ثلاثة معلمين على امتلاك الطالب لمعظم سمات الموهوبين، يرشح لأداء اختبارات (قياس). ويقوم الطلبة المرشحون من مدارسهم بإجراء (اختبارات قياس) في موعد ومكان يتم الاتفاق عليه بين (قياس) والمدارس. وبعد إعلان نتائج اختبارات (قياس) تقدم لمبادرة الشراكة مع المدارس القوائم النهائية بأسماء الطلبة الموهوبين الذين يتم إلحاقهم في مدارس الشراكة. ويلتحق الطالب الموهوب بمبادرة الشراكة مع المدارس في الصف الرابع الابتدائي وحتى الثالث ثانوي، وأن المبادرة تسعى إلى أن تبلغ نسبة طلاب موهبة 25-30 في المئة من إجمالي عدد الطلاب والطالبات في مدارس الشراكة».