دعت خبيرة هولندية، إلى التركيز على برامج الموهوبين، ومناهجهم في مدارس المملكة، مؤكدة أن الطلبة الموهوبين يحتاجون إلى «برامج تحدي أقوى ما هي عليه الآن، في مدارس التعليم العام». وقدمت الخبيرة ليان هوقفين، خلال زيارتها إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، التي استمرت لمدة يومين، عقد شراكة بين البلدين، من خلال إنشاء مركز خاص في هولندا، لرعاية الموهوبين، موضحة أهمية إنشاء مراكز متخصصة، من شأنها أن «تُعنى في الموهوبين، وتقدم لهم الرعاية الكاملة، من خلال احتضان مواهبهم وترجمة إبداعاتهم». وقالت هوقفين: «يوجد في هولندا برامج وخطط لرعاية الموهوبين، ويكون دور الأسرة في كيفية التعامل مع الطالب الموهوب منذ طفولته. كما يتم تحديد دور الأصدقاء لدعم الطالب، والأهم هو دور المدرسة، التي تحتضن موهبة الطالب حتى وصوله إلى مراحل التعليم العالي. وهذا الأمر يحفز الطلبة في المدارس على تطوير موهبتهم، وصقلها، لأنه يوجد جهة اختصاص تقوم برعايته، وتفهم احتياجاته». وأوضحت أن «جزءاً من الطلبة المتعثرين دراسيًا هم موهوبون في مسارات أخرى». وصنفت الموهوبين كلاً بحسب صفاته «طفل مُستقل، وآخر ناجح، وهم الغالبية، إضافة إلى مبدع، وخجول، ويعقب هؤلاء، الطفل المُنسحب الذي يفقد موهبته، وينسحب عن تقديمها، إذا لم يجد اهتماماً بصفة خاصة»، مؤكدة على أهمية الحرص على «متابعة الطفل الموهوب، خوفاً من الانسحاب، أي التسرب من المدارس». وانتقدت الخبيرة الهولندية، في معرض حديثها «غياب التدريب لمعلمي الطلبة الموهوبين». وشددت على أهمية «رعايتهم، وتقديم دورات تدريبية خاصة، ليكونوا على قدر من المعرفة والعلم التام، في برامج الموهبة». وقالت» «المعلمون في هولندا هم من يحددون المواد الدراسية للطالب الموهوب، بخلاف نظام التعليم في السعودية». وعن تقييمها لتجربة المملكة، وبعد اطلاعها على المقاييس المتبعة، أوضحت أنه «بحسب أدوات الكشف والمقاييس الجديدة، تبين أنه يوجد مقاييس تم استخدامها سبقت هولندا بكثير، وهذا الأمر يساعد على تنمية الجوانب الأخرى». وذكرت أن «الأطفال من سن ست سنوات، لا يُجرى لهم اختبار موهبة، وإنما يحدد من البيئة المدرسية، للبحث عن مواهبهم، لذا لا بد من توفير مقومات، تساعد على تهيئة البيئة المدرسية، لتكون مناسبة، ليتمكن الطالب الموهوب من الإبداع في مجاله، وللتخلص من مشكلة التسرب الدراسي، خصوصاً أن الموهوبين لهم صفات تختلف عن الطلبة العاديين، فهم مشاغبون، وكثيراً ما يشعرون بالملل أثناء الدراسة». وأوضحت هوقفين، التي زارت مدرسة الأمير فيصل بن فهد الابتدائية، أن «نسبة الإناث في السعودية أعلى من الذكور لناحية أعداد الطلبة الموهوبين، على النقيض من هولندا التي تقل بها نسبة الإناث مقارنة في الموهوبين الذكور». يُشار إلى أن اللقاء حضره مديرو إدارة رعاية الموهوبين (بنين وبنات)، و60 مشاركاً من مشرفي مكاتب رعاية الموهوبين، في المحافظات التي تحوي برامج رعاية الموهوبين، ومشرفين ومعلمين. إضافة إلى عدد من طالبات الدراسات العليا في جامعة الدمام، ووحدة تطوير المدارس وإدارة النشاط الطلابي.