يقول المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور عبدالرحمن العاصم إن المعرض لم يعد مجرد مكان لبيع الكتب بل هو فعالية ثقافية ومشاركة معرفية تدعم ثقافة التنوع والاختلاف. عندما زرت المعرض اتفقت مع تلك المقولة لأني شاهدت ما أشار إليه على أرض الواقع. هناك فعلاً تنوع في الندوات والمحاضرات والفعاليات والعروض التعريفية. المعرض يقدم 80 فعالية ثقافية منها 56 ورشة عمل. وهناك ركن للطفل يقدم فعاليات مجانية يكتسب فيها بعض المهارات تحت إشراف متخصصين. وهناك قنوات معرفية وإعلامية مصاحبة يتعرف فيها الزائر على مبادرات مميزة لنشر المعرفة وتبادل الكتب وتعزيز العلاقات الثقافية. من ذلك على سبيل المثال مبادرة القراءة للجميع حيث يتم إيصال الكتب لجميع أفراد المجتمع دون مقابل. ومنها كذلك التعريف بخدمات جديدة مثل مؤسسة نادي الكتاب الطائر ومن أهدافها تمكين الشباب من النواحي الأدبية وتنميتهم ثقافياً، وإيجاد شراكات مجتمعية مع الجهات المختلفة، وزيادة الوعي بأهمية القراءة وتعزيزها وتوفير محتوى مقروء ومسموع. ومن ذلك أيضاً مشروع نادٍ (كتابي) يحمل رسالة نشر ثقافة القراءة عبر الشراكات الفاعلة والبرامج المبتكرة. ومن مبادرات هذا النادي القراءة الجماعية، وطفلي يقرأ، وأنا أقرأ، والكتاب الزاجل. المعرض حسب رؤية وزارة الثقافة والإعلام تعزيز لمكانة الرياض كوجهة ثقافية رائدة في صناعة الكتاب ونشره. في معرض الكتاب يتحول الكاتب إلى قارئ والقارئ إلى كاتب، الكتب متنوعة في مجالاتها وكذلك ذائقة القارئ. عناوين مبتكرة قوية جاذبة، قد تتفق مع محتوى الكتاب وقد يقول القارئ بعد القراءة: إن الكتاب لا يعرف من عنوانه. ستجد عنواناً يقول: اقلب وجهك وقد لا تفعل وتقدم شراء الكتاب وأنت لا تعرف ما هو المحتوى. في معرض الكتاب ثقافة وتعارف وحوار وفعالية اجتماعية فتحت أبوابها للصغار والكبار، الرجال والنساء في حفل يحتفي فيه الجميع بالفكر والتنوع. المعرض دولي بحجمه ورواده ومعروضاته ومنصاته الثقافية ودور النشر العربية والعالمية، ومكانة البلد الذي ينطلق منه. المعرض تاريخ وحضارة ومسيرة تنمية شاملة مرت بمراحل وآمال وتحديات مدفوعة بالإرادة والأمل والعمل الجاد حتى أصبح للمملكة العربية السعودية مكانة بارزة بين الأمم يقرؤها العالم في منتجاتنا الثقافية وسلوكنا الحضاري. في معرض الكتاب حياة في التاريخ، ومنجز في الإدارة، وإبداع في الأدب، وروعة في الروايات، وحنكة في السياسة، وتميز في القيادة، وتفوق في العلوم، ودقة في الترجمة، وجمال في الشعر، ومتعة في الفلسفة، وجهود في التوثيق كما توجد منتجات بمواصفات عكس ما سبق. القارئ حر في اختياراته. المبدأ الذي يقول: لو اتفقت الأذواق لبارت السلع يصدق حتى في معرض الكتاب. Your browser does not support the video tag.