تنطلق مساء اليوم الدورة الجديدة من معرض الرياض الدولي للكتاب تحت شعار «الكتاب.. مستقبل التحول» في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بمشاركة 500 دار نشر تقدم أكثر من 60 ألف عنوان كتاب، في مختلف فروع المعرفة ولجميع الفئات العمرية. والمعرض الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويستمر عشرة، أيام اختار دولة الإمارات العربية المتحدة «ضيف شرف» لهذا العام. وينظم المعرض 50 فعالية تتضمن ورش عمل ولقاءات تدريبية للمؤلفين الجدد وحوارات فكرية وأمسيات شعرية إضافة إلى حفلات توقيع الكتب. وقال المشرف على معرض الرياض للكتاب الدكتور عبد الرحمن العاصم إن من أبرز فعاليات المعرض هذا العام «ماراثون الترجمة» الذي يقام بمشاركة واسعة من المترجمين بهدف إثراء النشاط الثقافي في المملكة. وستكرم وزارة الثقافة والإعلام في حفلة الافتتاح خمس مبادرات قرائية «أسهمت في خدمة ودعم القراءة والكتاب في المملكة، بهدف إيجاد بيئة عمل ثقافية تنافسية بين المجموعات، وتشجيع المجتمع على العطاء الثقافي والمعرفي». ويصنف معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تشرف على تنظيمه وزارة الثقافة والإعلام، من أكبر الفعاليات الثقافية في المملكة، والأكثر مبيعاً من بين معارض الكتاب العربية، اذ استقبل المعرض في دورته السابقة للعام الماضي أكثر من 400 ألف زائر على مدى 10 أيام، فيما بلغ إجمالي المبيعات 72 مليون ريال (نحو 19 مليون دولار). ويسهم المعرض في تطوير صناعة النشر والتأليف في المملكة، وإبراز قيمة الثقافة السعودية وابتكار أساليب جديدة للتواصل المعرفي والتبادل الثقافي بين المملكة وبقية دول العالم. ويأتي اختيار الإمارات ضيف شرف، تجسيداً للعلاقات القوية والمتينة بين البلدين الشقيقين وترسيخاً للروابط التاريخية بينهما، وللإرث العربي والإسلامي الكبير الذي تزخر به، ولما لها من إسهامات كبيرة في تعزيز الثقافة العربية والإسلامية من خلال المبادرات والفعاليات الثقافية. ويشهد المعرض نحو 80 فعالية ثقافية تتنوع بين ورش عمل وندوات ثقافية وأدبية وأمسيات شعرية ومسرحيات وجلسات حوارية عن مجالات الكتب ومع عدد من المؤلفين، وكذلك عدد من الفعاليات المخصصة للطفل، إضافة إلى فعاليات منصة توقيع الكتب التي سيوقع خلالها عدد من الكُتاب مؤلفاتهم الحديثة بمشاركة جمهورهم من القراء. إلى ذلك، ثمنت دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق اختيارها ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب، وأكدت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي أن اختيار دولة الإمارات لتكون ضيف شرف في هذا المعرض العريق يجسد عمق الأواصر والعلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصا الثقافية والفكرية والأدبية منها، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستعزز الجهود المبذولة في سبيل تعزيز روابط العمل الثقافي والأدبي بين البلدين الشقيقين عبر تقديم مختلف الأعمال الفنية والأدبية في واحد من أهم معارض الكتاب على مستوى المنطقة. وقالت الكعبي: «لطالما عكست الثقافة البعد الحضاري في العلاقات بين الدول والشعوب، وهذا البعد يتجلى بأرقى وأكمل الصور بيننا وبين السعودية، إذ يأتي التكامل الثقافي جزءاً لا يتجزأ من منظومة العلاقات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية القائمة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وهذه المبادرة الطيبة من أخوتنا في المملكة قيادة وشعباً تعتبر بمثابة تكريم للشراكة المميزة والتعاون التاريخي بين البلدين، فضلاً عن أنها تتويج لما تقدمه دولة الإمارات من مبادرات ومشاريع ثقافية تؤكد قوة حضورها الثقافي والفكري على المستوى الإقليمي والدولي». وأكملت دولة الإمارات استعدادها للمشاركة في فعاليات المعرض، في سبيل تسليط الضوء على الحراك الثقافي الذي تشهده الامارات، إلى جانب الإبداع الأدبي الذي تتميز به عبر تقديم المحتوى الثقافي الراقي من خلال مختلف الأعمال الأدبية والفكرية التي ستشارك في المعرض باسم الدولة. وكان رئيس اللجنة الثقافية بمعرض الرياض الدولي للكتاب أحمد طابعجي، قال ل «الحياة» إن البرنامج الثقافي للمعرض ينقسم إلى ثلاثة اقسام تشمل المسرح وورش العمل ومبادرات القراءة، مشيرا إلى أن المسرح يحتوي أمسية شعرية لشعراء الفصحى وينضم لهم شعراء فصحى من الإمارات (ضيف الشرف) وندوات ثقافية تتناول الملكية الفكرية والخصوصية في شبكات التواصل الاجتماعي ومواضيع تاريخية وثقافية واجتماعية، كما يضم المسرح منصات إلهام لقراء وكتّاب ومترجمين مبدعين وأندية قراءة، ولقاءات جماهيرية مع شخصيات بارزة ومؤثرة إلى جانب ندوات أدب الطفل والمسرحيات». وأضاف قائلا: «في ما يخص الورش فهذه السنة ستكون هناك فقرات حديثة وتشكل إضافة مميزة تتمثل في فقرات للحوار مع المؤلفين وجلسات للحديث عن مجالات الكتب وورش عمل تدريبية للمؤلف الجديد وورش عمل في الكتابة والقراءة وتحويل الأفكار لمشاريع ثقافية وورش مخصصة للطفل في تعلم الخط والإملاء. وتطلق الوزارة متمثلة بمعرض الكتاب مسابقة ماراثون الترجمة التي تعنى بترجمة نصوص تتحدث عن ثقافة وتراث وتاريخ المملكة وترجمتها من المتسابقين من العربية إلى الانكليزية والفرنسية بعد تحكيمها وفرزها من لجنة علمية متخصصة تقوم برفعها على موسوعة ويكيبيديا الالكترونية. وقسم مبادرات القراءة وهم مشاريع وأندية أثرت الساحة الثقافية بتحفيز الآخرين على القراءة وخدمة الكتاب. ولأول مرة سيقوم وزير الثقافة والإعلام بتكريم خمس مبادرات قرائية مميزة في حفلة الافتتاح بعد خضوعها للتقويم وفق معايير ومؤشرات معلنة وتم ترشيحها من روابط نشرت سابقا عبر حساب المعرض بتويتر».