التاريخ لن يكتبه المنتصرون؛ إنما من سيكتبه هم الأقوى تأثيراً في الجماهير! دعونا نواجه أنفسنا بالسؤال: ما موقعنا في خريطة الإعلام بشتى وسائله؟ وكم نسبة وجودنا في فضاءات الإعلام الجديد والاجتماعي؟ ولن أسأل عن مدى تأثيرنا قبل أن نحدد موقعنا فعلياً. لا خلاف أن إحدى أهم وظائف الإعلام في الأزمات هو في التحوّط ومنع حدوث أزمة، أو في التغلب عليها في حال حدوثها أو في محاصرتها وعدم السماح لها بالتفاقم أو بالانتشار والخروج عن نطاق السيطرة، وهذا ما يمكن أن يتحقّق من خلال التخطيط الإعلامي المُعد بإتقان والمدروس بحسب الواقع فهو قادر بذلك أن يعمل على نفي المسببات وتشتيت العناصر التي تسبّبت بحدوث الأزمة الإعلامية. فنحن لا نستطيع مواجهة أي أزمة إعلامية مثلاً إلا من خلال تسلّحنا بذات الوسيلة ومن خلال الإعلام نفسه. ولعل أقوى ما في تناول ملف الأزمة القطرية مجتمعياً حينما أصيبت بمقتل خلايا تنظيم الحمدين الإلكترونية وواجهتهم فضلاً عن ترسانة الإعلام السعودي بكافة وسائله وقنواته الرسمية وشبه الرسمية ما بين من استلّوا أقلامهم وأصواتهم وعي المجتمع السعودي وكيف أنه رقم صعب لا يجابه في الحرب الناعمة وخاضها بكل قوة واقتدار وتواؤمٍ مع عزم وحزم وقوة الموقف السياسي. نتفق أنه في معارك الوطن لا اصطفاف فيها ولا حياد؛ وأن أي موضوع يمسّ الوطن فالاصطفاف ضده بحجة الموضوعية أو الحياد لا تعني إلا معنى واحداً! وللتذكير حينما طالعنا عنواناً كحرب المملكة العربية السعودية على الإنترنت وهو عنوان تقريرٍ للوري بلوتكين بوغارت الباحثة في سياسة الخليج في معهد واشنطن؛ والذي أبدى اهتماماً بنشر نتائج دراستين تظهران مدى الإقبال غير العادي للمملكة العربية السعودية على استخدام موقع تويتر مقارنة بما عليه الوضع في بلدان أخرى. وأذكر قد تناولت مجلة «الاقتصاد» التي تَصْدر عن «غرفة الشرقية» في عددها لشهر نوفمبر 2017م، هذه الهجمات، وأكدت أن هناك حرباً إلكترونية يتم شنها ضد المملكة؛ هذه الحرب الموجهة ضد المملكة بتقارير من شركات عالمية متخصصة في أمن المعلومات؛ فحسب تقرير صادر عن شركة آربور نتوركس؛ فإن المملكة تَعَرّضت خلال ال 12 شهراً الماضية لنحو 54 ألف هجمة إلكترونية في جميع مرافقها الحكومية والخاصة من جهات خارجية، وهي بذلك تصنّف في المرتبة الثالثة عالمياً في التعرض للهجمات الإلكترونية سنوياً.. وحروبنا لم تعد بمفهومها القديم بل صار الإعلام أهم وسائلها الناعمة أو أنعم قوة تمتلكها أقوى الدول. Your browser does not support the video tag.