كتبت في هذه الزاوية قبل بضع سنوات وحذَّرت فيها أن حربنا القادمة لن تكون حرباً من على دبابّة إنما حرباً من خلف الشاشات! فلم يكن من المستغرب أن نطالع عنواناً كحرب المملكة العربية السعودية على الإنترنت وهو عنوان تقريرٍ للوري بلوتكين بوغارت الباحثة في سياسة الخليج في معهد واشنطن؛ والتي أبدت اهتماماً بنشر نتائج دراستين تظهران مدى الإقبال غير العادي للمملكة العربية السعودية على استخدام موقع تويتر مقارنة بما عليه الوضع في بلدان أخرى. ما كشفته إرهاصات أحداث دول الثورات العربية من تحولات أساسية في مفهوم "الإعلام الجديد" من جهة، وعن تحولاتٍ أخرى في تأثيره الاجتماعي من جهةٍ أخرى؛ ولا كيف أنّ الإعلام في السابق كان ينقل الحدث، بينما اليوم فهو يحرك الحدث ويشعل شرارته المشكلة أننا لا نزال نتعامل مع الإعلام على أنّه مجرّد وسيلة للفرجة والاطلاع، بينما كان هناك من يوظف هذه الوسائل ويستخدمها لتنفيذ مخططاته التآمرية وأجندته السياسية الإرهابية أو العدائية. وفِي وقت عرضت قناة العربية مؤخراً 11 ديسمبر 2017م وثائقي الخلية الإلكترونية تذكرت قبل نحو سبع سنوات مضت حينما أمر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بتشكيل قيادة خاصة في وزارة الدفاع لمقاومة الانتهاكات التي تتم لشبكة الإنترنت الخاصة بالوزارة وأنظمتها الدفاعية وكذلك تنسق جهود البنتاغون في مجال الحرب الإلكترونية عن طريق الإنترنت. ويعتمد الجيش الأميركي على 15 ألف شبكة ونحو سبعة ملايين جهاز كومبيوتر حيث تحاول أكثر من 100 ألف وكالة استخبارات أجنبية دخول الشبكات الأميركية بشكل غير مشروع حسبما قال نائب وزير الدفاع وليم لين. وبحسب تقرير لسبق 20 نوفمبر 2017م "أن ما يحدث للمملكة لا يمكن أن نسميه هجمات من قِبَل الهاكرز؛ بل هي حرب إلكترونية ضدها"؛ حيث تشير الأرقام إلى أن المملكة تَعَرّضت إلى 54 ألف هجوم إلكتروني في عام؛ مما وضعها في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث التعرض للهجمات الإلكترونية؛ أي أنها تتعرض يومياً لحوالي 150 هجوماً إلكترونياً، بمعدل 6.25 هجوم في الساعة. وتناولت مجلة "الاقتصاد" التي تَصْدر عن "غرفة الشرقية" في عددها لشهر نوفمبر 2017م، هذه الهجمات، وأكدت أن هناك حرباً إلكترونية يتم شنها ضد المملكة؛ هذه الحرب الموجهة ضد المملكة بتقارير من شركات عالمية متخصصة في أمن المعلومات؛ فحسب تقرير صادر عن شركة آربور نتوركس؛ فإن المملكة تَعَرّضت خلال ال12 شهراً الماضية لنحو 54 ألف هجمة إلكترونية في جميع مرافقها الحكومية والخاصة من جهات خارجية، وهي بذلك تصنّف في المرتبة الثالثة عالمياً في التعرض للهجمات الإلكترونية سنوياً.. وللحديث بقية.